أوباما يقر باستمرار الخلاف مع موسكو

U.S. President Barack Obama (L) meets with Russian Prime Minister Vladimir Putin in Moscow

 أوباما امتدح عمل بوتين كرئيس سابق لروسيا وكرئيس وزراء (رويترز)
 أوباما امتدح عمل بوتين كرئيس سابق لروسيا وكرئيس وزراء (رويترز)

استهل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الثاني من زيارته لموسكو بلقاء رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لأول مرة، بعد يوم من توقيعه ثماني اتفاقيات مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، من بينها تفاهم على إطار عمل للتوصل إلى اتفاقية لخفض أسلحة بلديهما النووية.

وأقر أوباما باستمرار الخلافات مع موسكو، وأكد أن البلدين قد لا يتفقان على كل شيء لكن الاحترام المتبادل يمكن أن يسود نغمة الحوار بينهما، مشددا على وجود فرصة ممتازة لوضع العلاقات على أرضية راسخة.

كما امتدح أوباما عمل بوتين كرئيس سابق لروسيا وأيضا في منصبه الحالي كرئيس للوزراء.

ورد بوتين في بداية إفطار العمل بينهما بأن روسيا تعلق أملها في العلاقات الروسية الأميركية المستقبلية على أوباما.

وينتظر أن يلتقي أوباما في وقت لاحق اليوم مع الرئيس الروسي الأسبق ميخائيل غورباتشوف، ثم يلقي كلمة في المعهد الاقتصادي الجديد بموسكو قبل أن يلتقي مع ميدفيديف ثانية في الكرملين. وتتضمن أجندة أوباما لقاءات أخرى مع قادة المعارضة الروسية ورجال الأعمال الروس.

وتعليقا على نتائج اليوم الأول من زيارة أوباما لموسكو والتي توجها بإبرام ثماني اتفاقيات مهمة، اعتبر مراسل الجزيرة في موسكو محمد حسن أن الرئيس الأميركي حقق نوعا من التوازن عبر ضمانه موافقة موسكو على عبور القوات والأسلحة الأميركية أجواءها في طريقها إلى أفغانستان، وربط ملف الدرع الصاروخي بتخفيض الرؤوس النووية لكل بلد.

وأكد المراسل أن الخلافات الحقيقية بين البلدين بقيت كما هي مثل خلافهما بشأن جورجيا وتوسيع الناتو والملف الإيراني والدرع الصاروخي، مشيرا إلى أن أوباما ينتهج سياسة الوصول إلى الأهداف عبر الحوار وليس المواجهة.


أوباما وميدفيديف وقعا ثماني اتفاقيات بينها تفاهم على خفض السلاح النووي (الفرنسية)
أوباما وميدفيديف وقعا ثماني اتفاقيات بينها تفاهم على خفض السلاح النووي (الفرنسية)

ثماني اتفاقيات
وكان اليوم الأول من زيارة أوباما لموسكو قد توج بتوقيعه ثماني اتفاقيات مع ميدفيديف، من بينها تفاهم على إطار عمل للتوصل إلى اتفاقية لخفض أسلحة بلديهما النووية. كما وقعا على اتفاقية تسمح للولايات المتحدة باستخدام الأجواء الروسية لنقل جنود أميركيين وعتاد إلى أفغانستان.

وبموجب مذكرة تفاهم يراد لها أن تنير سبيل المفاوضين في محادثات لإيجاد بديل لاتفاقية ستارت للحد من الأسلحة النووية، ستخفض الرؤوس النووية في كل بلد إلى ما بين 1500 و1675 بعد سبع سنوات من تاريخ سريان الاتفاقية التي تعهد الرئيسان بأن تكون جاهزة مع نهاية العام.

وقبلت روسيا الاتفاق -الذي ينتهي في ديسمبر/كانون الثاني القادم- رغم غياب تنازل أميركي واضح في قضية الدرع الصاروخي، باستثناء حديث أوباما عن مراجعته، وإقرار أميركي ضُمّنَ بيانا مشتركا –حسب الرئيس الروسي- بأن الأسلحة الدفاعية والهجومية مترابطة، في إشارة إلى قول المسؤولين الأميركيين إن الدرع دفاعي فقط.
 
ولا يعرف بالضبط حجم الترسانة الصاروخية النووية، لكن "نشرة علماء الذرة" -ومقرها الولايات المتحدة- قدرت هذا العام عدد الرؤوس الأميركية بـ2200 وعدد الرؤوس الروسية بـ2790.

وقال بيان للبيت الأبيض إن رئيسي البلدين اتفقا أيضا على لجنة خبراء مشتركة تقيم أخطار الصواريخ البالستية.


عبور أجواء
وأثمرت الزيارة قبول روسيا عبور القوات والأسلحة الأميركية أجواءها في طريقها إلى أفغانستان، بعدما اقتصرت الموافقة سابقا على العتاد غير العسكري.
 
وتحدث مسؤول أميركي رفيع عن 12 رحلة يوميا تحمّل بالجنود والأسلحة والعتاد والعربات وقطع الغيار دون رسوم ملاحة، لكنه أضاف أن الطائرات لن تتوقف بروسيا في طريقها إلى أفغانستان حيث تقدر موسكو "الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة وبلدان أخرى لتفادي الخطر الإرهابي
".

كما اتفق البلدان على استئناف التعاون العسكري الذي علق بسبب الحرب الروسية الجورجية، لكن أوباما شدد في مؤتمر صحفي على ضرورة احترام "سيادة جورجيا وسلامتها الترابية" وهو تصريح حياه الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي كدعم غير مشروط لبلاده.

وأقر الرئيسان بوجود خلافات رغم الاتفاقات التي توصلا إليها والتي شملت أيضا إنشاء لجنة حكومية مشتركة جديدة وتبادل المعلومات حول سجناء الحرب.

واعتبر ميدفيديف توقيع الاتفاقيات بين البلدين بداية جديدة في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة، بغض النظر عن خلافات الرأي المستمرة بينهما.

ومن جانبه أثنى أوباما على الجهود الروسية في مكافحة التهديدات النووية في العالم، قائلا في المؤتمر الصحفي إن البداية الجديدة في علاقات البلدين قد انطلقت بصورة موفقة.
 
كما أكد على أهمية الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان من أجل توقيع معاهدة جديدة للحد من السلاح النووي تحل محل اتفاقية ستارت.

وشدد الرئيسان على أهمية الاستقرار في أفغانستان رغم عدم مشاركة القوات الروسية هناك، إلا أن لدى الكرملين مخاوف من ارتفاع حدة التوتر الأفغاني.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان