أوباما يدعو روسيا لشراكة حقيقية
أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الخصومة ليست قدرا على واشنطن وموسكو، ودعا إلى تجاوز انعدام الثقة بين البلدين في فترة الحرب الباردة وإقامة شراكة عالمية حقيقية.
وقال أوباما في خطاب أمام خريجي معهد اقتصادي جديد في موسكو إن الولايات المتحدة تريد روسيا قوية مسالمة ومزدهرة، مشددا على أن لدى الأميركيين والروس مصالح مشتركة تشكل أساسا للتعاون في القضايا الدولية البارزة.
ودعا أوباما روسيا للانضمام إلى الولايات المتحدة لوقف انتشار الأسلحة النووية ومنع كوريا الشمالية وإيران من تطويرها، مضيفا أن النجاح في هذا الصدد سيعني أن واشنطن لن تحتاج إلى نشر نظام مضاد للصواريخ في أوروبا، وهي خطة يعارضها الكرملين بشدة.
وقال الرئيس الأميركي إنه إذا أزيل الخطر من برنامج إيران النووي والصاروخي ستزول القوة الدافعة وراء الدرع الصاروخي في أوروبا.
وشرح أوباما للخريجين رؤيته عن العالم الذي يعتقد بأن عليهم أن يعملوا من أجله قائلا إن "المستقبل ليس لمن يحشد الجيوش في ساحة المعارك أو يدفن الصواريخ في الأرض.. المستقبل لشبان لديهم العلم والخيال ليبدعوا"، مضيفا أن النجاح في القرن الحادي والعشرين يعتمد أيضا على الاقتصادات التي تعمل في إطار سيادة القانون.
اللقاء مع بوتين
وكان أوباما استهل اليوم الثاني من زيارته لموسكو بإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، وهو اللقاء الأول الذي يجمع بينهما.
وخلال المباحثات أقر أوباما باستمرار الخلافات مع موسكو، وأكد أن البلدين قد لا يتفقان على كل شيء لكن الاحترام المتبادل يمكن أن يسود نغمة الحوار بينهما، مشددا على وجود فرصة ممتازة لوضع العلاقات على أرضية راسخة.
كما امتدح أوباما عمل بوتين كرئيس سابق لروسيا وأيضا في منصبه الحالي كرئيس للوزراء، ورد الأخير بأن روسيا تعلق أملها على أوباما في تحسين العلاقات بين البلدين.
وفي هذا الإطار قال مساعد كبير لبوتين إن أوباما وعد خلال اللقاء أن يضع في الاعتبار وجهة نظر روسيا عن علاقتها مع جورجيا وأوكرانيا.
وقال مسؤولون أميركيون إن أوباما عقد اجتماعا ناجحا جدا مع بوتين يمهد لإقامة علاقات طيبة بين البلدين، مشيرين إلى أنهما ناقشا المخاطر المشتركة بما في ذلك ما سموه الإرهاب وتغير المناخ، لكنهما لم يتطرقا إلى النفط أو الدولار الأميركي.
اتفاقيات مهمة
وكان اليوم الأول من زيارة أوباما لموسكو قد توج بتوقيعه ثماني اتفاقيات مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، من بينها تفاهم على إطار عمل للتوصل إلى اتفاقية لخفض أسلحة بلديهما النووية. كما وقعا على اتفاقية تسمح للولايات المتحدة باستخدام الأجواء الروسية لنقل جنود أميركيين وعتاد إلى أفغانستان.
وبموجب مذكرة تفاهم يراد لها أن تنير سبيل المفاوضين في محادثات لإيجاد بديل لاتفاقية ستارت للحد من الأسلحة النووية، ستخفض الرؤوس النووية في كل بلد إلى ما بين 1500 و1675 بعد سبع سنوات من تاريخ سريان الاتفاقية التي تعهد الرئيسان بأن تكون جاهزة مع نهاية العام.
وقبلت روسيا الاتفاق -الذي ينتهي في ديسمبر/كانون الثاني القادم- رغم غياب تنازل أميركي واضح في قضية الدرع الصاروخي، باستثناء حديث أوباما عن مراجعته، وإقرار أميركي ضُمّنَ بيانا مشتركا –حسب الرئيس الروسي- بأن الأسلحة الدفاعية والهجومية مترابطة، في إشارة إلى قول المسؤولين الأميركيين إن الدرع دفاعي فقط.
ولا يعرف بالضبط حجم الترسانة الصاروخية النووية، لكن "نشرة علماء الذرة" -ومقرها الولايات المتحدة- قدرت هذا العام عدد الرؤوس الأميركية بـ2200 وعدد الرؤوس الروسية بـ2790.
وقال بيان للبيت الأبيض إن رئيسي البلدين اتفقا أيضا على لجنة خبراء مشتركة لتقييم أخطار الصواريخ البالستية.