رسائل ملتبسة في تفجيرات جاكرتا

20/7/2009
محمود العدم-جاكرتا
شكلت سلسلة التفجيرات التي هزت العاصمة الإندونيسية جاكرتا صباح الجمعة الماضي صدمة قوية للشارع الإندونيسي, خصوصا أنها جاءت في فترة من الهدوء الكامل تخللتها انتخابات للبرلمان والرئاسة سارت هي الأخرى بسلاسة متناهية.
وعقب التفجيرات التي استهدفت فندقي ماريوت وريتز كارلتون توالت التكهنات بشأن الجهة المنفذة وأهدافها, ووجهت السلطات الإندونيسية أصابع الاتهام إلى الجماعة الإسلامية التابعة لنور الدين محمد توب, مستدلة على ذلك بالطريقة التي تم بها تنفيذ التفجيرات.
واستبعد محللون أن يكون للتفجيرات أية أبعاد سياسة متعلقة بنتائج الانتخابات سواء البرلمانية أو الرئاسية, معللين ذلك بضرورة وجود دافع قوي لتنفيذ تفجير انتحاري, وهو ما ارتبط في العادة بوجود دافع عقدي قوي لدى المنفذين وهو ما ذهب إليه رئيس تحرير صحيفة رببليكا اليومية إخوان الكرام.
وأيد الكرام في حديث للجزيرة نت وجهة نظر الحكومة في اتهام جماعة نور الدين توب نظرا للاستعداد الكامل لدى أفرادها ليكونوا "استشهاديين" حسب اعتقادهم، وهو ما لا تؤمن به بقية المنظمات والحركات الإسلامية العاملة في الساحة الإندونيسية.
وحول المغزى والأهداف التي تريد الجهة المنفذة تحقيقها عبر هذه التفجيرات, قال الكرام إنه ليس هناك من أهداف سوى إثبات أنهم "موجودون"، وما حدث هو "استثمار لفترة الاسترخاء الأمني التي تلت الانتخابات, وليس هناك من رسائل محددة موجهة لأي من الأطراف السياسية".
وفي الجهة المقابلة ظهرت أصوات حكومية ربطت بين التفجيرات وإعادة انتخاب الرئيس سوسيلو يوديونو، وقالت إن هدف هذه التفجيرات إحراج الحكومة والتشويش على نتائج الانتخابات.
وعززت وجهة النظر هذه تصريحات للرئيس يوديونو قال فيها إن هناك معلومات استخبارية تشير إلى سعي جماعات للسيطرة على مقر اللجنة الانتخابية المركزية من أجل إفشال الانتخابات وتعطيل نتائجها, مشيرا –وهو يحمل صورة له وقد اخترقتها رصاصة- إلى وجود تنظيم مسلح جعل من صورة الرئيس هدفا لتدريباته على الرماية.
سخط الشارع
من جانبها استنكرت المنظمات الإسلامية الكبرى التفجيرات وعدتها عملا إرهابيا منافيا للقيم الإنسانية, ونقل مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أمروزي محمد رئيس في حديث للجزيرة نت تصريحات لقادة هذه المنظمات انتقدوا فيها الربط بين الأعمال الإجرامية والإسلام.
من جانبها استنكرت المنظمات الإسلامية الكبرى التفجيرات وعدتها عملا إرهابيا منافيا للقيم الإنسانية, ونقل مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أمروزي محمد رئيس في حديث للجزيرة نت تصريحات لقادة هذه المنظمات انتقدوا فيها الربط بين الأعمال الإجرامية والإسلام.
وأضاف رئيس أن "هناك حالة من السخط تسود الشارع الإندونيسي في مجمله, والموطنون يعتبرون هذه التفجيرات أعمالا إرهابية لا تأتي إلا بالضرر على البلد والناس".
المصدر : الجزيرة