جدل بشأن توقيت وقف حملة انتخابات لبنان

Published On 7/6/2009
نقولا طعمة-بيروت
توقفت الحملة الانتخابية في لبنان عملا بقانون الانتخاب الذي يوجب توقف الحملات قبل 24 ساعة من بدء عملية الاقتراع.
وللمهلة القانونية التي حددت بـ24 ساعة قبيل التصويت أبعاد متنوعة أبرزها إعطاء مهلة للمواطنين لإعادة التفكير بمن يجب انتخابه قبل التوجه إلى صناديق الاقتراع بمعزل عن التأثير الخارجي الذي تفرضه الحملات الإعلامية والإعلانية، وإضفاء جو من التهدئة قبل بدء عملية الاقتراع.
وقد شهد لبنان تعبئة سياسية حادة قبل المعركة الانتخابية إثر انقسامه بين موالاة ومعارضة عقب اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، واستمرت التعبئة خلال الحملة الانتخابية، واستخدم كل طرف فيها شعارات المرحلة التي سبقت انطلاق المعركة الانتخابية.
في ظل هذا التجاذب والانقسام الحادّين، يطرح تساؤل عن مهلة الـ24 ساعة المعطاة في القانون وما إذا كانت كافية للمواطنين للرجوع إلى ذواتهم والتمحص في الموقف لتحديد خياراتهم، كما هو متوخى من القانون.

مهلة أطول
بهيج طبارة وزير عدل في حكومات متعاقبة ومن كتلة نواب تيار المستقبل، أوضح للجزيرة نت أن "الموضوع جرت مناقشته مطولا في لجنة الإدارة والعدل النيابية".
وقال "كان رأيي في اجتماعات اللجنة أن تكون هذه المهلة أسبوعا كاملا، لأن الصخب الانتخابي لا تكفيه 24 ساعة لتخفيف نبرة المعركة، لكي يتسنى للناخب أن يفكر بهدوء بعيدا عن مؤثرات المعركة".
طريقة منسوخة
من جانبه انتقد الخبير الإعلامي الدكتور جورج صدقة اعتماد المبدأ لبنانيا بطريقة منسوخة عن القوانين الأوروبية التي تقوم على أسس مختلفة.
وقال للجزيرة نت إن "حملاتنا الإعلامية تركّز على استثارة الغرائز والتعبئة الأيديولوجية، بينما يركّز الإعلام الغربي على القضايا التي تهم المواطنين والمشاريع الإصلاحية".
|
" |
ويضيف صدقة أن "هذه الفرصة مفيدة لأنها تسحب التشنج من الشارع، وتخفف من العصبيات وتحد من تأثير حدة الخطاب الإعلامي العنيف، وتهدئ الخواطر قبل التوجه إلى الصناديق. أما أن تكون كافية للناس كي يفكروا ويدرسوا مواقفهم ويحددوا خياراتهم إن كانت صائبة أم لا، فأعتقد أن ليس هذا ما تؤديه استراحة لبضع ساعات".
غير أن أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية الدكتور أياد عبيد رأى في تصريحات للجزيرة نت أن "لا حاجة لكي تكون المدة أطول وإلاّ وقعنا في مشكلة التعدي على حرية التعبير، ومن حق المرشح القيام بحملته بشكل كامل".
ووصف الـ24 ساعة التي يعطيها القانون بأنها "استراحة المحارب"، وهي لا تغيّر شيئا في مواقف الناس الذين حسموا خياراتهم بشكل إجمالي.
وأضاف أن هذه المهلة تكفي لتهدئة النفوس في ظل هذا التهييج الصارخ منعا لاصطدام الناس بعضهم ببعض وهم متوجهون إلى الصناديق".

جسر عبور
بدورها لفتت فيرا يمين عضوة المكتب السياسي لتيار المردة المعارض الذي يرأسه الوزير السابق سليمان فرنجية، إلى أنه لم يشعر أحد أن الحملات الانتخابية قد توقفت حقيقة، فمهلة الـ24 ساعة "في المقياس الزمني أشبه بجسر عبور إلى اليوم الانتخابي، غير أنها لم تنعكس إيجابا ولم ترس أمانا كلاميا مثلما كان يراد منها".
وقالت فيرا للجزيرة نت إنه كان
إعلان
"من الأفضل لو اتخذت تدابير مشابهة قبل عدة أيام، خصوصا أن القانون جاء ملتبسا عند اللبنانيين الذين يجيدون خرقها دون أن يطالهم القانون".
يشار إلى أن المادة 73 من القانون الانتخابي تنص على أنه "ابتداءً من الساعة الصفر لليوم السابق ليوم الانتخابات ولغاية إقفال صناديق الاقتراع، يحظر على جميع وسائل الإعلام المرئي والمسموع الرسمي والخاص بث أي إعلان أو دعاية أو نداء انتخابي مباشر، باستثناء ما يصعب تفاديه من صوت أو صورة لدى التغطية المباشرة لمجريات العمليات الانتخابية. وفي أيام الاقتراع، تقتصر التغطية على نقل وقائع العملية الانتخابية".
المصدر: الجزيرة