تقارب خارجي يخلط تحالفات لبنان

30/6/2009
نقولا طعمة-بيروت
انعكس التقارب الإقليمي والدولي في شكل تعديلات أولية في الاصطفافات السياسية اللبنانية، أبرز تجلياتها التقارب بين حزب الله والحزب التقدمي الاشتراكي.
ومن التغيرات التي جرت في الخارج، كان التقارب السعودي السوري والانفتاح الأميركي الأوروبي على سوريا وإيران الذي انعكس هدوءا على المعركة الانتخابية وقبولا بالنتائج من قبل مختلف الأطراف، رغم الإجماع على أن عملياتها تجاوزت القانون خصوصا لجهة استخدام المال الانتخابي.
واعتبر رئيس حركة الشعب النائب السابق نجاح واكيم أنه لا توجد تحولات في لبنان، بل هناك بعض المتغيرات على الصعيد الإقليمي.
وأضاف للجزيرة نت أن "القوى السياسية في لبنان تعكس قوى إقليمية، والآن هناك مرحلة الحديث عن سلام لن يتحقق، ومصيره كمصير المشروع القديم".
ويعتبر موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أبرز التحولات، وآخر مواقفه انتقاده لاختيار عبارة "لبنان أولا" كتسمية لتكتل المستقبل النيابي، ورفضه المشاركة في حكومة الخصخصة، المشروع الذي حملته "الحريرية" إلى لبنان.
ورغم ذلك، يقول نائبه الدكتور كمال معوض "ليس هناك انتقال من ضفة إلى أخرى، ولكن نعتقد أن المرحلة السياسية انتهت ونحن على أبواب مرحلة جديدة، فاللبنانيون شبعوا من مرحلة المشاحنات ومن جو الانقسام الحاد الذي أخذ شكل اصطفافات طائفية ومذهبية".
إعلان
وتابع "هناك فرصة للبنانيين في ظل التوافق الإقليمي كي يفتحوا صفحة جديدة فيما بينهم تقوم على احترام الاختلافات وفي نفس الوقت تبحث عن القواسم والمساحات المشتركة".
ويرى عضو قيادة التيار الوطني الحر زياد عبس أن "الواقع السياسي في لبنان منقسم حول عنوانين 14 و8 آذار، وبسبب حدة هذا الانقسام هناك صعوبة في خلط أوراق حقيقي، وانتقال قوى من محور إلى آخر".
وأشار إلى أن حدة الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة كان سببها التحشيد السياسي المطلوب للمعركة الانتخابية، وقال "الآن الانتخابات انتهت، ويفترض أن نرى خطابا سياسيا أكثر هدوءا من قبل الفريقين، وما يقال عن خلط أوراق فلا أتوقعه بهذا الوضوح".

التقارب السوري السعودي
ولم يعد خافيا ما للتقارب السوري السعودي من تأثير على التحالفات المحلية، خصوصا التخفيف من حدّة الخطابات والمواقف السياسية.
ويرى واكيم أن "المصالحة السورية السعودية تركت أثرا على نتائج الانتخابات في لبنان وعلى اصطفافات القوى السياسية، وهذا قابل للتغيير في كل لحظة".
ورأى أن المسألة "تتوقف على مسار الصراعات الإقليمية وتحديدا موضوع السلام الذي -برأيي- لن يتحقق، وأعتقد أن الوضع في لبنان سيبقى مستقرا لبضعة أشهر فقط".
أما معوض فلم ير تغييرا فعليا في التموضع كقوى 8 آذار وقوى 14 آذار، وقال إن "الوضع باق على حاله، مع فتح قنوات اتصال قد تشكّل مساحات التقاء أوسع.. ربما كنا سباقين في طرح عملية تقريب منطق الحوار والانفتاح، ونحن موقعنا في صلب قوى 14 آذار وإلى جانب تيار المستقبل. ولكن الوضع الإقليمي وتعب اللبنانيين من الصراعات الماضية، دفعنا إلى التفكير مليا في إعطاء هدنة للبنانيين علّنا من خلالها نحاول العبور إلى الدولة".
وعما يقال عن تغيرات إقليمية ودولية وانعكاسها على الاصطفافات السياسية في لبنان، رأى عبس أن "هذه التغيرات عمرها أشهر، وهذا ما دفعنا نحن في المعارضة للتوجه إلى الفرقاء الآخرين للدعوة إلى التعاون لأن الوضع يتجه نحو الحوار، بينما كان الطرف الآخر يعتقد أن البلد يتجه نحو انقسامات حادة".
إعلان
المصدر : الجزيرة