الأميركيون بالعراق.. انسحبوا أم لا؟

Iraqi policemen celebrate as they mark the U.S. withdrawal from Iraqi cities, in Ramadi, 100 km (60 miles) west of Baghdad June 29, 2009.

عناصر من الشرطة العراقية يحتلفون بمناسبة انسحاب القوات الأميركية من المدن (الفرنسية)


فاضل مشعل-بغداد
 
تغادر القوات الأميركية مدن وبلدات العراق تنفيذا للاتفاقية الأمنية بين واشنطن وبغداد مخلفة وراءها العديد من التساؤلات حول طبيعة النتائج المترتبة مستقبلا على هذا الانسحاب وما إذا كان ذلك يمثل عمليا استعادة العراق سيادته الوطنية أم لا.

وقد أعلن العميد في الجيش العراقي طلال عبد الله -وهو يتحدث للجزيرة نت- عن خطة لمواجهة الاحتمالات المختلفة تتولى عبرها وزارة الداخلية مسؤولية الأمن في سبع من المحافظات العراقية في جنوب ووسط البلاد، بينما تتولى قوات مشتركة بين وزارتي الدفاع والداخلية مسؤولية الأمن في المحافظات التي تصنف على أنها ساخنة، وهي ثماني محافظات من بينها الأنبار وصلاح الدين وديالى والبصرة.

ويفسر المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري البند الوراد في الاتفاقية الأمنية الذي يتيح للحكومة العراقية طلب تدخل القوات الأميركية بعد انسحابها في الثلاثين من يونيو/حزيران الجاري، بأنه "بند شكلي لا أهمية له".

بالمقابل تحدى وزير الدفاع عبد القادر العبيدي المسلحين قائلا "نحن نقول إن زمن الإرهاب ولى وأنا أتحدى الإرهابيين أن يهاجموا ولو مخفرا واحدا حتى وإن كان في المناطق النائية كما كانوا يفعلون سابقا".

الجبوري: الانسحاب سيؤدي لاعتماد القوات العراقية على نفسها في توفير الأمن
الجبوري: الانسحاب سيؤدي لاعتماد القوات العراقية على نفسها في توفير الأمن

انسحاب وانتخاب

من جانبه أشار عضو البرلمان عن جبهة التوافق سليم الجبوري في حديث للجزيرة نت إلى أن انسحاب القوات الأميركية خارج المدن والبلدات "سيؤدي سواء بشكل مباشر أو تدريجي إلى أن تعتمد القوات العراقية على نفسها في توفير الأمن".
 
بيد أن الجبوري نبه إلى أن القوات العراقية "تحتاج إلى خطط تفصيلية كما أنها قوات مخترقة ويجب أن تكون لديها خطط محكمة وفاعلة في تثبيت الأمن في عموم البلاد".

أما زميله في البرلمان عمر الكربولي فيرى أنه حتى الانسحاب الأميركي "ستكون له أهداف سياسية انتخابية فالكل يريد أن يصبغ الانتخابات بصبغة حزبه أو جبهته".

وعلى مستوى الشارع العراقي، يرى الكثيرون ومنهم الحاج علي الطويل من منطقة الكاظمية أن انسحاب القوات الأميركية من قاعدتي العدالة بمنطقة الكاظمية و"جي.أس.أس" في منطقة الأعظمية -وهما ضاحيتان بشمال بغداد- سيساهم في عودة الأواصر ما بين سكان الضاحيتين.

في حين حمل الحاج خليل ارزقي من الأعظمية مسؤولية إشعال "فتيل الاختلافات الطائفية" للقوات الأميركية الموجودة في القاعدتين المذكورتين.

عراقيون معتقلون في سجن أميركي في مطار بغداد (رويترز-أرشيف) 
عراقيون معتقلون في سجن أميركي في مطار بغداد (رويترز-أرشيف) 

المعتقلون والاستقلال

وبالنسبة للقيادي في حزب الدعوة وعضو البرلمان حسن السنيد فقد اعتبر في حديث للجزيرة نت أن "انسحاب القوات الأميركية يؤكد جاهزية وقدرة واستيعاب القوات الأمنية العراقية لأي متغير كما يؤكد التزام الطرفين العراقي والأميركي بتنفيذ اتفاقية انسحاب القوات".

وبينما يرى عضو البرلمان عن التحالف الكردستاني محن سعدون في انسحاب القوات الأميركية، بحسب ما يقوله للجزيرة نت، نصرا وطنيا باستعادة السيادة، جددت النائبة عن التيار الصدري في البرلمان زينب كريم موقف الكتلة التي تمثلها بالقول إنه من غير الممكن الوثوق بالجانب الأميركي الذي" تحدث كثيرا عند دخوله العراق لتحقيق الديمقراطية وتحرير الفرد العراقي".

وفي الوقت الذي تنتشر القوات العراقية بكثافة في شوارع العاصمة ومعها لافتات الزينة، تتواصل الاعتصامات أمام المعتقلات والسجون لمؤازرة عشرات آلاف المعتقلين الذين يضربون عن الطعام مطالبين بحسم قضاياهم متسائلين "كيف نحتفل بعيد الاستقلال الوطني كما يسمونه وفي السجون آلاف من الرجال والنساء دون محاكمة ودون تهم سوى أنهم ضد الاحتلال".

المصدر : الجزيرة

إعلان