معارضة لبنان تتشبث بـ"الثلث الضامن"

قال الزعيم المسيحي سليمان فرنجية إن المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله لن تشارك في أي حكومة قادمة لا تحصل فيها على ما سماه "الثلث الضامن" الذي يخول لها المشاركة في القرارات الرئيسية.
وأضاف فرنجية في مقابلة مع وكالة رويترز أن المعارضة متشبثة بمطلب الحصول على ثلث المقاعد الوزارية زائدا واحدا للمشاركة في الحكومة المقبلة.
وقال "الكلام الذي نسمعه من الآخرين هو كلام لطيف جدا وإيجابي جدا، ولكنه لا يتضمن ثلثا ضامنا"، مضيفا أن مكونات المعارضة متفقة على عدم المشاركة إذا لم يتوفر هذا الشرط.
وتابع "نعتبر أن الخروج من هذه الحكومة والوقوف في المعارضة أفضل من أن ندخل ونكون شهود زور في أي حكومة ستؤلف بعد الانتخابات".
وأوضح أنه لا مانع لدى قوى المعارضة أن يكون للرئيس اللبناني ميشال سليمان دور أكبر في الساحة السياسية، ولكنها "ترفض أن يكون على حساب المعارضة".

نتائج الانتخابات
وكانت مطالبة قوى المعارضة بشرط "الثلث الضامن" في غمار الصراع السياسي الذي شهده لبنان لمدة 18 شهرا بعد انسحاب خمسة وزراء من الحكومة أواخر 2006.
وقد بلغ هذا الصراع ذروته بمعارك عسكرية في العاصمة بيروت والجبل شمالي البلاد في السابع من مايو/أيار 2008، وانتهى بتوقيع أطراف النزاع اتفاقا أواخر الشهر نفسه في العاصمة القطرية سمي اتفاق الدوحة.
وقد فازت قوى الأغلبية الحكومية المعروفة بقوى 14 آذار في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد الماضي بـ71 مقعدا مقابل 57 مقعدا لتحالف المعارضة المعروف بقوى 8 آذار، وهي نتيجة تخول قوى 14 آذار أن يتولى شخص منها تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة.
وسيجتمع البرلمان الجديد بعد 20 يونيو/حزيران الحالي لانتخاب رئيس له، يجب أن يكون شيعيا، ومن ثم اختيار رئيس الوزراء، يجب أن يكون سنيا بموجب نظام تقاسم السلطة في لبنان.
تلميحات الحريري

وكان زعيم تيار المستقبل -أحد أركان تحالف 14 آذار- سعد الحريري قد ألمح يوم أمس الجمعة إلى أنه سيصبح رئيس الوزراء المقبل، وقال في مقابلة مع وكالة رويترز في بيروت إنه لن يتجنب تحمل المسؤولية هذه المرة.
وأوضح الحريري أنه سيجري أولا مشاورات مع حلفائه في ائتلاف 14 آذار، وقال إنهم عندما خاضوا الانتخابات خاضوها جبهة واحدة، وحين يتخذون القرار يجب أن يتخذوه سويا.
وأشار إلى أن الحكومة القادمة ستضم المعارضة، لكنه رفض التعليق على مطلب الثلث الضامن الذي تتشبث به المعارضة، وأقر بأنه لن يمكن على الأرجح التغلب على الانقسامات العميقة بشأن قضية نزع سلاح حزب الله قريبا.
وقال الحريري إن المكان الأنسب لطرح هذه القضية هو طاولة الحوار الوطني الذي يعقد جلساته بشكل دوري زعماء القوى السياسية اللبنانية برئاسة الرئيس ميشال سليمان سعيا للاتفاق على إستراتيجية دفاع وطني لحماية لبنان من "التهديد الإسرائيلي".