هجوم عسكري بسوات وقمة بواشنطن لمواجهة المسلحين

r : A Pakistani army tank patrols in Buner district, where troops recently launched an offensive against militants May 3, 2009. Pakistani security forces killed 16 Taliban militants
الجيش الباكستاني يحاول إعادة السيطرة على منطقة بونير بوادي سوات (رويترز-أرشيف)

شن الجيش الباكستاني اليوم عملية عسكرية في وادي سوات شمالي غربي باكستان بعدما سيطر مسلحون على مكاتب حكومية رئيسية في المنطقة، وذلك قبل ساعات من اجتماع مرتقب في البيت الأبيض يجمع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مع الرئيسين الأميركي باراك أوباما والافغاني حامد كرزاي.

 
وذكرت تقارير إعلامية أن قوات الجيش بدأت عمليتها العسكرية في وقت باكر بمينغورا –البلدة الرئيسية بالإقليم- مستعملة المدفعية وطائرات مروحية لاستعادة السيطرة على المباني الحكومية.
 
وأضافت المصادر أن عناصر الشرطة والجيش هاجمت أيضا منجما للزمرد سيطرت عليه طالبان وتشتبك مع مسلحين بالأسلحة الخفيفة والثقيلة، من دون تسجيل إصابات حتى الآن.
 
ونقلت رويترز عن متحدث عسكري قوله "هاجمت قوات الأمن مواقع للمتشددين عند منجم للزمرد وتستخدم أيضا طائرات الهليكوبتر العسكرية لطرد المتشددين من مينغورا" الواقعة على بعد 130 كلم شمال غرب إسلام آباد.
 
وفرضت قوات الأمن حظر تجول في سوات إلى أجل غير مسمى، مما أدى إلى تعليق حركة نزوح السكان إلى المناطق الأكثر أمنا.
 
واستمر لليوم الثاني على التوالي انقطاع إمدادات الطاقة عن المنطقة، بعدما فجر مسلحون مركزا للشبكة الكهربائية في المنطقة.
 
نزوح
وكشف وزير الإعلام الإقليمي ميان إفتخار حسين أن حوالي خمسمائة ألف شخص من سكان وادي سوات فروا منذ الثلاثاء من المنطقة، هربا من القتال بين الجيش وحركة طالبان.
 
زرداري (يمين) يسعى مع كرزاي للحصول على دعم أميركي إضافي (رويترز-أرشيف) 
زرداري (يمين) يسعى مع كرزاي للحصول على دعم أميركي إضافي (رويترز-أرشيف) 

وقتل أمس سبعة من عناصر طالبان بينهم قيادي كبير، وجندي حكومي إضافة إلى جرح ثلاثة آخرين في الهجوم الذي تواصله القوات الحكومية منذ أواخر الشهر الماضي بمنطقة بونير في مقاطعة ملكند في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي.

 
وكان من أهم أسباب تجدد الاشتباكات بين الطرفين إصرار طالبان على السماح لأهالي سوات باختيار القضاة الشرعيين في إطار اتفاق تطبيق الشريعة بالمنطقة، لا أن يتم تعيينهم من قبل إسلام آباد، وهو ما رفضت الحكومة القبول به واعتبرته تعديا على صلاحياتها.
 
وتشكل هذه التطورات فشلا للاتفاق الذي وقعته الحكومة في وقت سابق مع مقاتلي طالبان، والذي عرف باتفاق ملكند حيث نص على التزامهم بعدم مقاتلة الحكومة مقابل السماح لهم بتطبيق الشريعة بعد عامين من تطبيقها بالقوة في منطقة وادي سوات.
 
قمة بواشنطن
وفي خضم هذه الأحداث الميدانية يجتمع اليوم زرداري وكرزاي بواشنطن مع الرئيس أوباما لبحث تنامي تهديد المسلحين في المنطقة.
 
وطالب ريشارد هولبروك -المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان بالكونغرس- باكستان بـ"إظهار التزامها بالقضاء على القاعدة والمتطرفين الذين يستخدمون العنف داخل حدودها".
 
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن هولبروك قوله أمام لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس إن إدارة أوباما تؤيد بشكل "لا لبس فيه" الرئيس زرداري رغم ممارستها "أكثر الضغوط الممكنة" على حكومة بلاده لمكافحة المسلحين في باكستان.
 
هولبروك دعا باكستان لإلتزام أكبر بالقضاء على المتشددين (الفرنسية-أرشيف)
هولبروك دعا باكستان لإلتزام أكبر بالقضاء على المتشددين (الفرنسية-أرشيف)

وأشار أحد كبار المستشارين بالبيت الأبيض رفض الكشف عن هويته –تضيف الصحيفة- إلى أن أوباما سيطلب زرداري وكرزاي بـ"العمل سويا" بغض النظر عن أي خلافات سابقة.

 
وتأتي هذه المواقف بالتزامن مع استعداد الكونغرس لمناقشة مشروع قانون مساعدة باكستان في إطار الإستراتيجية الأميركية الجديدة.
 
تطمينات
وفي سياق متصل أكد زرداري في مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية أن مخزون بلاده من الأسلحة النووية بمأمن من "المتشددين"، وينبغي على المجتمع الدولي ألا يشعر بالقلق من أن تقع تلك الأسلحة في يد الجهات غير المناسبة.
 
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايكل مولن عبر في وقت سابق عن قلقه البالغ إزاء المكاسب التي حققتها حركة طالبان في باكستان في الفترة الأخيرة، مستبعدا في الوقت نفسه أن تقع الترسانة النووية الباكستانية في أيدي من سماهم بالإرهابيين.
المصدر : واشنطن بوست + وكالات