ليبيا تطلب من أسكتلندا تسليم المقرحي
6/5/2009
تقدمت ليبيا بطلب للحكومة الأسكتلندية بتسليم المواطن الليبي عبد الباسط المقرحي المدان بتهمة الضلوع في تفجير طائرة ركاب أميركية فوق بلدة لوكربي عام 1988 والذي ينفذ عقوبة السجن المؤبد في أسكتلندا. جاء ذلك بعد أسبوع من توقيع اتفاقية بين ليبيا وبريطانيا بشأن تبادل السجناء.
وأكدت الحكومة الأسكتلندية أنها تلقت طلبا لاسترداد المقرحي. وأوضحت أنه سيتم النظر في الطلب في عملية يمكن أن تستغرق حوالي تسعين يوما.
وقال متحدث باسم الحكومة إن "الطلب الذي تقدمت به (طرابلس) سينظر فيه مسؤولون سيقدمون معلومات ونصائح إلى الوزراء الأسكتلنديين لجهة القرار الواجب اتخاذه بهذا الشأن".
وفي طرابلس أكد مصدر ليبي قريب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية أن "ليبيا تقدمت رسميا بطلب لاسترداد المقرحي وفق اتفاقية تبادل المساجين المبرمة بين البلدين".
وأوضح المصدر أن "الطلب قدم إلى المدير العام لوزارة العدل الأسكتلندية، وقدمه عبد العاطي العبيدي المسؤول عن الإدارة الأوروبية في الخارجية الليبية الذي يتولى ملف المقرحي". وأضاف "نتمنى الحصول على رد بالموافقة سريعا لأن حالة المقرحي الصحية سيئة جدا ولا تحتمل أسابيع".
وأوضحت السلطات الأسكتلندية أن طلب ليبيا يأتي في إطار رغبة طرابلس أن يكمل المقرحي -الذي يعاني من السرطان- باقي فترة عقوبته في بلاده. ويأتي الطلب الليبي على خلفية توقيع اتفاقية بين ليبيا وبريطانيا بشأن تبادل السجناء والذي تم التصديق عليها الأسبوع الماضي.
وقال مراسل الجزيرة في لندن إن ممثل أسر الضحايا في حادثة لوكربي رحب بنقل المقرحي إلى بلاده لأنه لا يعتقد أساسا أن المقرحي يقف وراء عملية التفجير.
وبموجب الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، بات بإمكان المقرحي -الذي يعاني بحسب محاميه من سرطان البروستات في مراحله النهائية- قضاء عقوبته في ليبيا بعدما رفضت محكمة أسكتلندية في نوفمبر/تشرين الثاني طلبا تقدم به للإفراج عنه بكفالة.
وكان محامو المقرحي قد قدموا الأسبوع الماضي استئنافا ثانيا أمام محكمة أسكتلندية للحكم الصادر عليه، لكن مصادر قريبة من القضية تقول إنهم قد يسحبونه الآن.
وكان المقرحي (57 عاما) قد أدين في حادث تفجير لوكربي الذي استهدف طائرة تابعة لشركة "بان أميركان" عام 1988 فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية راح ضحيته 270 شخصا. وحكم على المقرحي بالسجن لمدة 27 عاما على الأقل، وقضى ثماني سنوات في سجن أسكتلندي.
ويرى محللون أنه إذا أعيد المقرحي إلى بلاده فستكون هذه أحدث علامة على انتقال الزعيم الليبي معمر القذافي من "زعيم دولة مارقة" على الصعيد الدولي تتهمها الولايات المتحدة ببناء ترسانة للأسلحة المحظورة إلى زعيم علاقاته أكثر طبيعية مع الغرب.
لكن بعض المعلقين الليبيين يعتقدون أن هناك ثمنا سيدفع مقابل عودة المقرحي هو تقديم عقود مربحة لشركات غربية لتطوير احتياطات النفط والغاز في ليبيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات