عرب 48 قلقون من الاعتراف بيهودية إسرائيل

6/5/2009
الجزيرة نت-الدوحة
حذر اثنان من قادة العرب في أراضي عام 1948 من أي اعتراف بيهودية إسرائيل، حيث أكد القياديان في حزب التجمع الوطني الديمقراطي أن الفلسطينيين في إسرائيل هم من سيدفع ثمن هذا لو تم.
وقال واصل طه -الأمين العام للتجمع والعضو السابق في الكنيست الإسرائيلي، في لقاء مع الجزيرة نت- "لن نتسامح أبدا في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن إسرائيل بنيت على مراحل فقد قررت الحركة الصهيونية إنشاء وطن لليهود في فلسطين عام 1898، وبعد أقل من عشرين عاما صدر وعد بلفور وبعده بنحو عشرين عاما أخرى أعلنوا قيام الدولة.
وأضاف "إن اعترف العرب بيهودية الدولة فسيتم تهجير الفلسطينيين من أراضيهم التي صمدوا عليها بعد عقد أو عقدين".
وتطالب إسرائيل باعتراف عربي بأنها دولة يهودية مقابل التقدم في مسار التسوية السياسية والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة.
وكشف واصل طه العنصرية التي تطال عرب 48، الذين يمثلون نسبة 20% من سكان إسرائيل، وقال إن الممارسات العنصرية تمارس على كافة المستويات وبشكل مفضوح.
قناع الديمقراطية
وقال إن إسرائيل تتخفى من خلال قناع الديمقراطية بمنح هامش ضيق من الحقوق والحريات للعرب لا يتعدى الخطوط الحمر.
" " |
وأشار طه إلى أن عرب إسرائيل يظلون مع ذلك "جزءا أساسيا من المشهد الفلسطيني، لأننا أصحاب البلد رغم المقاطعة العربية والفلسطينية أحيانا في مفاصل هامة من تاريخ الصراع مع إسرائيل".
ويمثل ثلاثة نواب عرب حزب التجمع الديمقراطي من أصل 11 نائبا عربيا يشاركون في الدورة الحالية للكنيست.
وعزا ذلك إلى "النظرة المشوهة" التي ألصقت بعرب 48، مشيرا إلى أن هنالك حاليا تواصلا للسياسيين من عرب الداخل مع الدول العربية من أجل بلورة فهم واضح وعميق لواقعهم السياسي.
ورفض في الوقت نفسه أن يتم صب ذلك في "خانة التطبيع مع إسرائيل"، قائلا إن الفلسطينيين داخل الخط الأخضر "قناة تواصل لا جسر تطبيع"، وأضاف "نحن نرفض التطبيع".
وحذر طه من السياسة الإسرائيلية المتواصلة لإفقار الأحياء العربية بمدينة القدس كوسيلة لتهجير السكان العرب ضمن مخطط يهودي قديم للاستيلاء الكامل عليها.
قلب معادلة
ومن جانبها قالت حنين الزعبي -العضو عن التجمع في الكنيست- إن التجمع نجح في قلب معادلة سادت منذ قيام إسرائيل.
وأضافت "كانت المساومة تتم بأن عرب الداخل يقتربون أكثر من حقوقهم المدنية كلما تخلوا أكثر عن هويتهم القومية، لكن مطالبتنا بأن تكون إسرائيل دولة جميع المواطنين قلب المعادلة تماما، ولم تعد هويتنا القومية هي السؤال وإنما قدرة إسرائيل على تجاوز عنصريتها".
وكان المفكر العربي عزمي بشارة قد أسس التجمع أواسط التسعينيات بالتعاون مع عدد من الشخصيات والنشطاء العرب في إسرائيل، ويطالب التجمع بدولة موحدة تعيش فيها قوميتان، بدلا من حل الدولتين.
" الزعبي: الحركة السياسية لعرب 48 استطاعت أن تبلور وعيا وطنيا انتقل في البداية من النضال لأجل البقاء إلى فتح جبهة صراع مع إسرائيل " |
وقالت الزعبي -وهي المرأة العربية الوحيدة في الكنيست الحالي- إن حزب التجمع اعتمد في ذلك على "توجه ليبرالي متصادم مع الصهيونية "ينادي بالمساواة في إطار المواطنة الإسرائيلية ما أدى حسب قولها إلى "زيادة التباعد مع السياسة الإسرائيلية" في وقت تتزايد فيه دعوات التقارب الفلسطينية والعربية.
وأشارت الزعبي في هذا الإطار إلى أن الحركة السياسية لعرب 48 استطاعت أن تبلور وعيا وطنيا انتقل في البداية من النضال لأجل البقاء إلى فتح جبهة صراع مع إسرائيل.
وأشارت الزعبي إلى أن هذه السياسة أحرجت إسرائيل بشكل فاضح جعلتها توجه اتهامات للحزب على مواقفه الليبرالية "بسبب مطالبته المساواة في المواطنة وليس على أساس الهوية الخاصة" وهو التناقض الذي أثار –حسب قولها- استغراب العديد من الحقوقيين الغربيين.
المصدر : الجزيرة