دعوات لإشراك الشرق الأوسط في النظام المالي العالمي

محمد أعماري-الدوحة
أوصى المشاركون في الجلسة الختامية لمؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط بإشراك دول المنطقة في النظام المالي العالمي، واعتبروا أن التوقيت والظروف الاقتصادية العالمية الحالية مواتية لذلك، كما دعوا إلى إيجاد نظام أمني إقليمي عالمي تتعاون فيه عدة أطراف إقليمية ودولية.
واعتبرت توصيات المؤتمر –الذي انتهت أشغاله مساء الثلاثاء بالعاصمة القطرية الدوحة- أن عدة مناطق معرضة للاضطرابات، واتهمت الغرب بـ"المساهمة في زيادة عدم الاستقرار" في هذه المناطق، ودعت إلى بذل المزيد من الجهود للتغلب على التقلبات التي تخضع لها أسعار النفط، والحد من انعكاسات ذلك على الدول المنتجة وكذا المستهلكة.

منتدى دولي
وبالإضافة إلى مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط، اختتمت أيضا مساء الثلاثاء بالعاصمة القطرية أشغال منتدى الدوحة للديمقراطية والتنمية والتجارة الحرة، وقد شارك في الفعاليتين حوالي 550 شخصية من 70 دولة بينهم رؤساء سابقون ووزراء وزعماء سياسيون وحقوقيون وخبراء اقتصاديون وإعلاميون.
وكشف محمد بن عبد الله الرميحي، مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون المتابعة ورئيس اللجنة الدائمة للمؤتمرات، أن الدوحة ستستقبل في مايو/أيار من العام المقبل منتدى دوليا سيجمع وزراء ورجال أعمال وفاعلين من المجتمع المدني وسيبحث سبل إصلاح النظام المالي العالمي، وكذا الإصلاحات الضرورية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال الرميحي –في الجلسة الختامية التي جمعت المشاركين في المؤتمرين معا- إن الاقتصادات الخليجية أظهرت أنها قوة عالمية، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أكدت أن العالم أحوج ما يكون إلى نظام اقتصادي جديد متعدد الأقطاب.
تقوية التعاون
ومن جهته أكد مدير مركز تنمية الشرق الأوسط بجامعة كاليفورنيا ستيفن سبيغل أن ما تمت مناقشته في المؤتمر والمنتدى "مهم للغاية"، وتنوع بين المجالات الاقتصادية والسياسية، والتحديات التي تواجه العالم بشأنها. وقال إن الفعاليتين جمعتا مشاركين من توجهات سياسية وفكرية واقتصادية مختلفة في "حوارات صريحة تخدم المجال الإنساني".

أما مدير مركز الدراسات الإستراتيجية في العاصمة الفرنسية باريس باسكال بونيفاس، فرأى أن مثل هذه الملتقيات "تعمل على تقوية التعاون الثقافي والتبادل الحضاري" وتشكل "حافزا ثقافيا"، وقال إن التحديات التي تواجه العالم "تحتاج منا تضافرا في الجهود وتكاملا في الطاقات".
وأضاف أن هناك "هوة بين العالم العربي والدول الغربية لا بد من ردمها"، وأن من شأن مثل هذه الفعاليات الثقافية والاقتصادية أن تضطلع بمهمة التقريب بين الشرق والغرب، داعيا إلى الحفاظ على هذا التواصل والاستمرار في تنميته وتطويره.
وقد عقدت في اليوم الأخير من المنتدى والمؤتمر عدة جلسات، بعضها تناولت انعكاسات الأزمة المالية العالمية على عدة مجالات مثل التنمية والتجارة الحرة وحقوق الإنسان، في حين بحث بعضها الآخر موضوعات سياسية مثل الدور الأميركي في الشرق الأوسط، والحاجة إلى تعامل جديد مع قضايا ما يسمى "الإرهاب".