تحقيق مشترك بمقتل مائة مدني أفغاني بغارة أميركية

6/5/2009
اعترفت الشرطة الأفغانية أن أكثر من مائة شخص لقوا مصارعهم في غارة جوية أميركية أمس الأول على غربي أفغانستان. وقال الجيش الأميركي إن تحقيقا مشتركا قد أطلق للوقوف على حقيقة ما جرى في القصف الأميركي الذي حصل أثناء معركة مع حركة طالبان.
وكان الصليب الأحمر الدولي قد قال اليوم إن عشرات بينهم نساء وأطفال قتلوا في غارات جوية عند وجودهم في منازل كانوا يحتمون داخلها أثناء معركة دارت في غربي أفغانستان يومي الاثنين والثلاثاء.
وقال مدير مكتب الجزيرة في كابل سامر علاوي إن الوضع محتقن وإن الوجوم يظهر على وجوه السكان وهم يدفنون قتلاهم، كما أن الحكومة لم تندد بمقتل المدنيين بل اكتفت بالإشارة إلى أن وفدا مشتركا أفغانيا وأميركيا باشر بالتحقيق للاطلاع على الواقعة عن كثب وإعداد تقرير بهذا الشأن.
وأضاف مدير مكتب الجزيرة أن شهود عيان قد أكدوا أن القصف الأميركي استمر طوال يومين مشيرين إلى أن العملية بدت انتقاما أكثر منها عملية قتالية. وأشار إلى أن عملية القتال قد توقفت لإتاحة المجال لإسعاف المصابين والبحث عن ضحايا. وقال إنه يبدو أن كابل تتعامل بشكل غير واضح مع القضية في ظل غياب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ووجوده في الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما.

الرواية الأميركية
وقال المتحدث باسم القوات الأميركية في أفغانستان العقيد غريغ جوليان في اتصال مع الجزيرة إن الحدث لا يزال قيد التحقيق ولم يحدد بعد عدد القتلى نتيجة الهجوم الجوي.
وأضاف أن معركة اندلعت بين قوات الشرطة الأفغانية وحركة طالبان وأن القوات الأميركية تدخلت بالدعم والإسناد بعد طلب أفغاني رسمي.
وقال العقيد جوليان إن المحققين يعملون الآن لكشف حقيقة ما جرى، مشيرا إلى أن 80% من حوادث سقوط ضحايا مدنيين يتسبب بها المسلحون الذين يستخدمون المدنيين دروعا بشرية.
من جهته قال المتحدث الرسمي باسم حلف شمال الأطلسي (ناتو) جيمس أباتوراي -في اتصال مع الجزيرة من كوبنهاغن- إن الحلف ليس على علم بالحادثة ولا يستطيع أن يعلق على الحدث حتى ينتهي المحققون من عملهم على الأرض. وقال "سوف ننتظر لمعرفة ما حدث ومن المسؤول عن إطلاق النار وقد تكون طالبان أو إحدى مجموعات التمرد الأخرى".
وقال روح الأمين -حاكم ولاية فراه غربي البلاد التي وقعت فيها الغارات الجوية أثناء معركة- إنه يخشى أن يكون مائة مدني قد لقوا حتفهم.
وقال قائد شرطة الولاية عبد الغفار واتندر إن عدد القتلى ربما يكون أكبر وفي حالة تأكد هذا العدد من القتلى فإن هذا يجعل الواقعة الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين الأفغانيين منذ الإطاحة بطالبان عام 2001.

طالبان تؤكد
وقال المتحدث باسم طالبان قارئ يوسف أحمدي لرويترز في مكالمة هاتفية من مكان لم يكشف عنه "حارب مقاتلو طالبان القوات الأفغانية والأجنبية أمس وفي اليوم السابق ولكن جميع القتلى في قصف الليلة الماضية من المدنيين". وأضاف "لا بد أن تعوض القوات الأفغانية والأجنبية المتضررين، لم نعد نتحمل الاعتذارات".
وقال مكتب الرئيس حامد كرزاي إن الرئيس أرسل وفدا أميركيا أفغانيا مشتركا للتحقيق في الواقعة. وقال القصر الرئاسي في بيان "وصف الرئيس خسارة المدنيين بأنها غير مبررة وغير مقبولة وأنه سيثير هذا الأمر مع أوباما".
وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر ومقره جنيف جيسيكا باري إن اللجنة الدولية أرسلت فريقا وصل إلى موقع الضربات الجوية عصر الثلاثاء، وأضافت "كان هناك نساء وأطفال قتلوا، كانوا يحاولون فيما يبدو الاحتماء في المنازل عندما تعرضوا للقصف" ورأى الفريق منازل مدمرة وعشرات الجثث.
وسيبحث كرزاي وأوباما والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الإستراتيجية الخاصة بالمنطقة في اجتماع يعقد بالبيت الأبيض في وقت لاحق اليوم. وستزيد الولايات المتحدة حجم قواتها في أفغانستان من 32 ألفا في مستهل العام الجاري إلى 68 ألفا بحلول نهاية العام.
المصدر : الجزيرة + وكالات