تأكيد مقتل عشرات المدنيين بغارة أميركية بأفغانستان
6/5/2009
أطفال ونساء بين الضحايا الذين سقطوا بالغارة التي شنتها القوات الغربية (الجزيرة)
قال مسؤول أفغاني إن التحقيقات أظهرت أن أكثر من 100مدني لقوا حتفهم بالغارات التي شنتها القوات الأميركية خلال اليومين الماضيين على غرب أفغانستان، وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أكدت اليوم مقتل عشرات من المدنيين بينهم أطفال ونساء بهذه الغارة، في حين قال نائب أفغاني إن عدد الضحايا بلغ 150 شخصا.
وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر في العاصمة الأفغانية كابل جيسكا باري أن القتلى المدنيين قضوا بالغارة التي نفذتها القوات الأميركية في ولاية فراه بغرب البلاد الاثنين الماضي.
وبينما لم تذكر المتحدثة عدد الضحايا قال النائب بالبرلمان الأفغاني عن ولاية فراه غولان فاروق إن أفرادا من عائلته بمقاطعة بالا بولوك التي وقع بها القتال أبلغوه أن ما يصل إلى 150 شخصا قد قتلوا.
وأضاف أن الضربات الجوية الأميركية دمرت 17 منزلا، ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام.
وفي وقت سابق قال حاكم الولاية روح الأمين إن حوالي 30 جثة معظمها لنساء وأطفال نقلت في شاحنات إلى مكتبه.
وقال مسؤولون آخرون إن عدد القتلى من المدنيين قد يكون أعلى من ذلك بكثير حيث يخشى أن يكون عشرات الأشخاص قد قتلوا أثناء تجمعهم في منازل دمرتها طائرات حربية أميركية.
إعلان
كما أكد رئيس المجلس المحلي في الولاية نذير ختمت أن المعارك التي اندلعت بين الطرفين الاثنين الماضي تضمنت قصف الطائرات الأميركية لعدة مناطق في الولاية التي فر منها معظم سكانها إلى مناطق بعيدة لتجنب القتال الدائر.
وبدوره أوضح روح الأمين أن أعمال العنف اندلعت عندما هاجم مسلحو حركة طالبان نقاط تفتيش تابعة للشرطة في قريتي شيوان وجانج أبد بمنطقة بالا بولوك في الولاية.
تحقيق
من جهته أمر الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بالتحقيق في مقتل المدنيين بالغارة الأميركية، وجاء في بيان لكرزاي الذي يزور الولايات المتحدة حاليا أن مسؤولين أفغان وآخرين من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان توجهوا إلى ولاية فراه للتحقيق في الحادث.
ويأتي بيان كرزاي بعد أن أعلنت الولايات المتحدة إجراء تحقيق في الغارة، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود إن تحقيقا مشتركا سيجرى لتحديد ما حدث و"إننا نأخذ كافة التقارير عن مثل هذه الحوادث مأخذ الجدية ونحقق فيها بدقة".
الغارة الأميركية ليست الأولى من نوعها
وأضاف "تأسف الولايات المتحدة بشدة لأي إصابات أو خسائر بشرية بين الأفغان الأبرياء نتيجة عمليات تشارك قواتها فيها".
وأكدت القوات الأميركية وقوع معركة استخدمت فيها ضربات جوية وقالت إنها تحقق في تقارير عن ضحايا مدنيين لكنها لم تتمكن من تأكيدها.
وقال اللفتنانت كولونيل خليل نعمة الله قائد إحدى كتائب الجيش الأفغاني بالإقليم "طالبان أخذت الناس إلى بعض المباني وأجبرتهم على البقاء فيها بعدما أبلغتها قوات الأمن بإخلائها".
وأضاف "هناك عرب وباكستانيون بين مقاتلي طالبان الذين كانوا مسلحين بقذائف صاروخية".
وأصبحت قضية القتلى المدنيين مصدر توتر شديد بين السلطات الأفغانية والقوات الأميركية، وتقول الأمم المتحدة ووكالات إغاثة إن أكثر من سبعة آلاف شخص بينهم ألفان من المدنيين قتلوا العام الماضي في أعمال عنف لها صلة بالحرب الدائرة في أفغانستان.
إعلان
وقالت الحكومة الأفغانية والأمم المتحدة إن ضربة أميركية قتلت 90 مدنيا في أسوأ حادث العام الماضي وأنكرت واشنطن ذلك في بادئ الأمر لكنها قالت بعد ثلاثة أشهر إنها قتلت 33 مدنيا بالإضافة إلى 22 شخصا وصفتهم بأنهم متمردون.
ويزور الرئيس الأفغاني حامد كرزاي واشنطن حاليا حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما للمرة الأولى منذ تنصيب الأخير.
وكان أوباما قد أعلن أن أفغانستان وجارتها باكستان ستكونان محل الاهتمام العسكري الرئيسي لبلاده.