الفلسطينيون متباينون بشأن تقييم أوضاعهم في ليبيا

فؤاد ياسر دياب كشف عن تعرضه لأربعة تهديدات بالقتل على يد جيران ليبيين(الجزيرة نت)

فؤاد ياسر دياب كشف عن تعرضه لأربعة تهديدات بالقتل على يد جيران ليبيين (الجزيرة نت)

خالد المهير-طرابلس

رغم التعهدات الواردة بالقوانين الليبية بشأن اعتبار المواطن الفلسطيني أسوة بالليبي يجد عدد منهم أن قوانين هذا البلد غير مطبقة لأسباب مختلفة، الأمر الذي أدى إلى تعثر أوضاعهم المعيشية.

في حديث للجزيرة نت أكد المسؤول في مؤتمر الشعب العام (البرلمان) محمد جبريل أن القانون الليبي لا يميز الفلسطيني في الحقوق والواجبات عن الليبي، مؤكداً أن الجنسية لم تمنح لهم لأسباب "قومية".

ورد على سؤال للجزيرة نت بشأن إحالة ما يقارب ألفا وخمسمائة منهم للقوى العاملة اعتبر جبريل أن هذا الإجراء "ساواهم بالليبيين" في إطار إعادة هيكلة الإدارات، مؤكداً أنه تلقى شكوى من نقابة المعلمين الفلسطينيين، جرى إحالتها لجهات الاختصاص لمعالجتها.

وقال إن ليبيا لم تطرد أي فلسطيني، ولا تطالبهم بالحصول على إقامات أسوة بالعمالة العربية والأجنبية، مضيفا أن عدم حصولهم على جوازات سفر بسبب حيازتهم لوثائق دول الجوار التي لم يتمكنوا من تجديدها، ليست مسؤولية ليبيا في إشارة إلى عدم تمكن عدد منهم من السفر لغرض العلاج.

"
 السفير الفلسطيني في طرابلس بسام الآغا يرى أن الفلسطينيين يتمتعون بكافة "المزايا" في الصحة والتعليم والسكن، مشيرا إلى أن بعض المهن يمكن للفلسطيني أن يعمل فيها بعد أن كانت حكراً على الليبي
"

السفير الفلسطيني
من جانبه أكد السفير الفلسطيني في طرابلس بسام الآغا أن الفلسطينيين يتمتعون بكافة "المزايا" في الصحة والتعليم والسكن، مشيرا إلى أن بعض المهن يمكن للفلسطيني أن يعمل فيها بعد أن كانت حكراً على الليبي.

وأكد في تصريح خاص للجزيرة نت أن الجوازات الليبية قدمت كافة التسهيلات للفلسطينيين، وأتاحت الحصول على الإقامة من أجل التنقل والسفر في الدول العربية لغرض الزيارة والعلاج، نافياً وجود أي نوع من الاضطهاد لجاليته في ليبيا.

وأشار إلى أن بعض المشاكل مثل إجلاء الفلسطينيين عن منازلهم بسبب قرارات الإخلاء لصالح أصحاب البيوت يتم التعامل معها من خلال القنوات الليبية لإيجاد حل مناسب مثل تعويض الليبي وفق القانون، أو إيجاد بديل، مؤكداً أن الفلسطيني يعاني "ضنك الحياة" حتى في بلده الأصلي.

وفي حديث للجزيرة نت وصف فؤاد ياسر دياب (مواليد خان يونس عام 1943) أوضاعهم بـ"السيئة"، مؤكداً تعرضه لاضطهاد كبير أدى به إلى رفع 157 شكوى منذ عام 2005 إلى جهات القضاء والنيابة دون جدوى.

وكشف دياب عن سجنه وزوجته البالغة من العمر ستين عاما بسجن الكويفية في مدينة بنغازي على ذمة التحقيق في قضية "كيدية" حسب تعبيره، مؤكداً تعرضه لأربعة تهديدات بالقتل على يد جيران ليبيين.

وكشف عن إصابة زوجته بحالة نفسية عقب خروجها من السجن، مشيراً إلى أن قضيته وصلت إلى أعلى الجهات الليبية من وزير العدل والأمن العام (الداخلية) إلى النائب العام السابق والمحامي العام بمدينة بنغازي.

وقال إن الشكاوى للدوائر الليبية رتبت عليه ما يقارب ألفي دينار ليبي من الديون بسبب الاعتداءات اليومية المتكررة على أسرته.

وروى دياب فترة سكنه في حديقة عامة لمدة أسبوع بعد هدم شقته، مؤكداً أنه لا يملك فراشا لينام عليه، وأنه يسكن اليوم فوق أحد أسطح عمارة في بنغازي.

ميسرة فخري نفى مسؤولية ليبيا عن أوضاع الفلسطينيين المتردية (الجزيرة نت)
ميسرة فخري نفى مسؤولية ليبيا عن أوضاع الفلسطينيين المتردية (الجزيرة نت)

حالة مناقضة
في المقابل حمل ميسرة فخري (مهندس فلسطيني مواليد مصر عام 1971) الفلسطينيين مسؤولية أوضاعهم القائمة في ليبيا، مؤكداً إقامته في ليبيا بشكل اعتيادي.

وأكد للجزيرة نت أن ليبيا منحتهم "مزايا" دون الجنسيات الأخرى، غير أن الفوضى الإدارية في الدوائر الرسمية أدت إلى عرقلة تنفيذ بعض القوانين والقرارات الخاصة بهم.

ونفى ضلوع الدولة الليبية في عدم تنفيذ القرارات، داعياً إلى تأسيس مكتب يختص بشؤونهم. وأكد أن هناك مطالبات بالاستقرار وليس "التوطين" من حيث تملك السكن وفرص العمل والمركوب للشعور بالاستقرار.

يذكر أن أعداد الفلسطينيين بليبيا تراوح بين 25 ألف شخص وثلاثين ألفا وفق الأرقام الرسمية الليبية.

المصدر : الجزيرة