إنفلونزا الخنازير تنتشر بأوروبا دون أن تتحول إلى وباء

المكسيك تقدر أن تبلغ أضرار المرض حوالي 0.5% من إجمالي الناتج القومي (الفرنسية)

فاق عدد الإصابات بـإنفلونزا الخنازير في مختلف أنحاء العالم ألفا وستمائة حالة وأخذ المرض بالانتشار في أوروبا بعد أن تأكد ظهور مزيد من حالات الإصابة في بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، لكن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لم يتحول حتى الآن إلى وباء.

وتشير تقارير المنظمة إلى أن حالات الإصابة المؤكدة عالمياً هي 1609 حالات منها 913 في المكسيك و404 في الولايات المتحدة و165 في كندا، و57 في إسبانيا، و27 في بريطانيا، وتسع في ألمانيا، وست في نيوزيلندا، وخمس في كل من إيطاليا وفرنسا، وأربع في إسرائيل.

ورغم انتشار المرض في أوروبا قال القائم بأعمال مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا إن المنظمة لم تر حتى الآن أي دليل على انتقال فيروس إتش1 إن1 المسبب لإنفلونزا الخنازير على مستوى وبائي في أوروبا.

وقال إنه في الدولتين الأوروبيتين اللتين ظهرت بهما معظم حالات الإصابة وهما إسبانيا وبريطانيا لا يبدو أن الفيروس ينتشر خارجاً من مؤسسات مثل المدارس إلى المجتمع الأوسع نطاقاً.

وتشير نفس التقارير إلى أن الوفيات بفيروس المسبب لمرض إنفلونزا الخنازير هي 29 حالة في المكسيك وحالتا وفاة في الولايات المتحدة كلتاهما في ولاية تكساس.

وقد أعلن اليوم في غواتيمالا عن وقوع أول إصابة بإنفلونزا الخنازير في البلاد. وقد انتقل الفيروس إلى طفلة كانت في زيارة إلى المكسيك أخيرا.
 
وفي وقت سابق تأكدت حالتان في كل من السلفادور وكوريا الجنوبية، وحالة واحدة في كل من النمسا وكوستاريكا وكولومبيا والدانمارك وهونغ كونغ وأيرلندا وهولندا والبرتغال وسويسرا.

وتقول وزيرة الصحة الأميركية كاثلين سبيلوس إن هناك أكثر من أربعمائة حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في البلاد فضلاً عن سبعمائة حالة محتملة في 44 ولاية، متوقعة أن يكون هناك المزيد من حالات الإصابة.

حمل الأقنعة من الإجراءات التي لجأ لها سكان مكسيكو سيتي لتفادي انتشار المرض (الفرنسية)
حمل الأقنعة من الإجراءات التي لجأ لها سكان مكسيكو سيتي لتفادي انتشار المرض (الفرنسية)

الوضع بالمكسيك 
في غضون ذلك بدأت المكسيك تتعافى تدريجيا من المرض وبدأت الحياة تعود لعدد من مرافق الحياة العامة في العاصمة مكسيكو سيتي ورصدت الحكومة أكثر من ملياري دولار لتخفيف آثار تفشي المرض، في حين أعلن في الولايات المتحدة عن تسجيل ثاني وفاة ناجمة عن إنفلونزا الخنازير.

وقد بدأ سكان العاصمة المكسيكية يتنفسون الصعداء بعد أن قررت سلطات البلاد اليوم الأربعاء إعادة فتح عدد من المؤسسات العمومية والمطاعم التي تقرر إغلاقها قبل نحو أسبوع لتفادي انتشار المرض على نطاق واسع.

وكانت المكسيك أعلنت في وقت سابق احتواء انتشار الفيروس واستقرار حالات الوفاة، الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء إلى الإشادة بجهود الحكومة المكسيكية في الحد من انتشار الوباء.

وفي هذا السياق أعلن وزير المالية المكسيكي أغوستين كارستينز أن حكومة بلاده رصدت أكثر من ملياري دولار في إطار خطة تشمل إجراءات للحفز المالي لتشجيع قطاع السياحة وتقديم القروض في محاولة لإحداث انتعاش سريع للاقتصاد.

وقال كارستينز إن إجراءات ستتخذ لتضم إلى تلك الإجراءات التي اتخذت بالفعل لمواجهة الأزمة العالمية، في إشارة إلى الركود العالمي. وأعرب عن أمله أن يتوقف تأثير إنفلونزا الخنازير على الاقتصاد بحلول نهاية العام الحالي.

وتعتزم سلطات المكسيك السماح بإجراء خفض نسبته 20% على مساهمات العمال في الضمان الاجتماعي في فترة مايو/أيار ويونيو/حزيران، وتخفيض الضرائب على المطاعم والفنادق ومنشآت الترفيه. وسينفق صندوق لتشجيع السياحة حوالي 15 مليون دولار.

وتشمل الخطة أيضا إجراء تخفيض نسبته 50% على حقوق تشغيل الخطوط الجوية وتخفيض الضرائب المفروضة على سفن الرحلات وتقديم قروض بقيمة 750 مليون دولار لقطاعات معينة، مثل السياحة وتربية الخنازير.

وتقدر المكسيك أن تبلغ أضرار إنفلونزا الخنازير ما يراوح بين0.3% و0.5% من إجمالي الناتج المحلي كما أنها ستسبب فقدان حوالي 750 مليون دولار من دخل الضرائب. ومع ذلك فمن المتوقع أن يكون التأثير قصير الأجل ويأمل مسؤولون أن يتعافى الاقتصاد سريعا.

المصدر : وكالات