معارضة موريتانيا تتظاهر ضد الانتخابات

19/5/2009
أمين محمد-نواكشوط
تظاهر الآلاف من أنصار المعارضة في موريتانيا رفضا للانتخابات الرئاسية التي يتهيأ العسكر لتنظيمها في السادس من الشهر القادم.
ويقول المراقبون إن مسيرة مساء أمس الاثنين في العاصمة نواكشوط التي أطلقت عليها المعارضة مسيرة الحسم كانت الأكبر منذ انقلاب السادس من أغسطس/آب الماضي، وقدرت مصادر المعارضة أعداد المشاركين فيها بأكثر من عشرين ألفا، بينما قدرها صحفيون بنحو عشرة آلاف.
وتأتي مسيرة أمس بعد توقيف ائتلاف قوى المعارضة المكون من الجبهة المناهضة للانقلاب وحزب تكتل القوى الديمقراطية لنشاطاتهما الاحتجاجية ضد الانقلاب لمدة يومين كبادرة حسن نية، ولإعطاء الوساطة السنغالية فرصة أخيرة للنجاح حسب ما أعلن.
وقال قادة المسيرة إنها تمثل بداية أنشطة حاسمة قوية ومؤثرة لإفشال انتخابات الشهر القادم التي جددوا التأكيد أنها لن تمر إلا على أجسادهم، ولن تتم دون ضحايا وإراقة دماء.
وقال رئيس مجلس النواب مسعود ولد بلخير إن قوة الشارع التي ظهرت أمس في المسيرة ليست إلا جزءا بسيطا ومحدودا مما أعدته المعارضة للسادس من الشهر القادم تاريخ الانتخابات التي أقرها العسكر، لكنه شدد على أن نفس القوة التي سيواجهون بها الانتخابات مستعدون بها للدخول في المفاوضات والحلول التوافقية.
وهاجم ولد بلخير أحزاب ونواب الأغلبية الموالية للجنرال محمد ولد عبد العزيز، وقال إنه كلما اقترب من تقديم تنازلات حاولوا ثنيه عنها، ووصفهم بالنفاق والإجرام وقال إنهم لا يمثلون شيئا، وإنهم يعانون أزمة ضمير وأخلاق.
ورحب بالجهود السنغالية لحل الأزمة، قائلا إن يد المعارضة ممدودة للتفاوض ولكنها لن تقبل التنازل عن عودة الديمقراطية إلى البلد.
" زعيم المعارضة أحمد ولد داداه: المعارضة لن تقبل بأي حال من الأحوال بانتخابات الشهر القادم " |
وقال زعيم المعارضة أحمد ولد داداه في نفس المهرجان إن المعارضة لن تقبل بأي حال من الأحوال بانتخابات الشهر القادم، داعيا العسكر إلى استيعاب الرسالة التي تقدمها المسيرة.
وهي الرسالة التي أكد رئيس حزب تواصل جميل منصور على هامش المهرجان للجزيرة نت أنها تتلخص أساسا في رفض الدكتاتورية والانقلابات العسكرية، وفي مد اليد للمصالحة والتوافق، وفي أن الشارع الموريتاني الذي حضر بكثافة لهذه المسيرة قادر على فرض إعادة الشرعية، وعلى إفشال الأجندة العسكرية.
وكان الوسيط السنغالي وزير الخارجية الشيخ التيجاني كاديو قد قام بزيارة استمرت لساعات فقط لنواكشوط التقى فيها كلا من الجنرال محمد ولد عبد العزيز، وزعيم المعارضة أحمد ولد داداه، والرئيس الدوري للجبهة المناهضة للانقلاب محمد ولد مولود.
وقال بعد لقاءاته إنه متفائل بإمكانية تحقيق وفاق بين فرقاء الأزمة، وكشف عن عزمه العودة غدا إلى نواكشوط لجمع الفرقاء على طاولة واحدة بعد أن يعرض المقترحات التي استمع إليها أمس على الاتحاد الأفريقي ويعود لمحاولة إقناع كل الأطراف بالنزول إلى حل وسط.
وبينما أكدت مصادر إعلامية وسياسية موريتانية أن الجنرال ولد عبد العزيز أعرب للوسيط السنغالي عن استعداده لتأجيل الانتخابات مدة شهرين، أكدت مصادر قيادية في المعارضة للجزيرة نت أن كاديو لم يكشف لها عن مقترحات وأفكار جديدة، وأنه اكتفى بالقول في اجتماعه أمس مع رؤساء المعارضة إنه لا يزال ينتظر الرد النهائي لولد عبد العزيز بشأن تأجيل الانتخابات، وإنه سيعود غدا برفقة وفد من قيادة الاتحاد الأفريقي لمواصلة مساعي الحل.
المصدر : الجزيرة