قوات إثيوبية تدخل بلدة بغرب الصومال إثر تقدم المعارضة
قال مراسل الجزيرة في مقديشو نقلا عن مصادر محلية إن قوات إثيوبية وصلت إلى منطقة كالاباير الصومالية على بعد عشرة كيلومترات عن الحدود الصومالية الإثيوبية.
وكانت القوات الإثيوبية قد انسحبت من الصومال مطلع العام الجاري تطبيقا لاتفاقية جيبوتي التي تشكلت بموجبها حكومة صومالية جديدة.
ويأتي دخول هذه القوات الحدود الصومالية بعد وقت قصير من إعلان حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي المعارضين للحكومة الصومالية الانتقالية سيطرتهما على مدينة ماهاداي شمال العاصمة الصومالية مقديشو، وهي ثالثة مدينة تابعة لمحافظة شبيلي الوسطى تسقط في يد المعارضة الإسلامية بعد سقوط مدينة جوهر في يد حركة الشباب المجاهدين.
اقرأ أيضا: –إثيوبيا والصومال فصول من الصراع |
دخول سلمي
وقال شهود عيان إن مئات من مسلحي المعارضة دخلوا الاثنين بلدة ماهاداي وسيطروا عليها دون إطلاق رصاص. وقال المتحدث باسم الحزب الإسلامي حسن مهدي في اتصال هاتفي "سيطرنا على البلدة سلميا".
كما يأتي دخول القوات الإثيوبية بعد يوم واحد من إعلان مسلحي المعارضة الصومالية أنهم واصلوا تقدمهم وسط البلاد بعد إحكام سيطرتهم على ست مناطق بجنوب الصومال إضافة إلى تسعة أحياء من العاصمة مقديشو.
وقال مراسل الجزيرة في مقديشو إن اشتباكات دارت بين مسلحي شباب المجاهدين ومسلحي تنظيم موال للحكومة الصومالية يدعى أهل السنة والجماعة في اثنتين من محافظات وسط الصومال. وأكد المراسل استمرار عمليات نزوح السكان من العاصمة الصومالية تحسبا لتجدد المعارك.
وذكرت وكالة رويترز أن مسلحي المعارضة قد اقتربوا من مقديشو أكثر بعد سيطرتهم على ثالثة مدينة إستراتيجية، وأصبحت قوات الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد التي تساندها الأمم المتحدة تسيطر فقط على أجزاء من مقديشو والقطاع الأوسط بعد أسبوعين من القتال العنيف أسفر عن مقتل نحو 200 مدني على الأقل وجرح 528 آخرين، وفق جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان.
وكانت حركة الشباب قد سيطرت على بلدة جوهر أمس الأحد. وتقع جوهر مسقط رأس الرئيس الصومالي شيخ أحمد على بعد 90 كيلومترا من مقديشو وتربط العاصمة الصومالية بوسط البلاد، وتقع ماهاداي على بعد 23 كيلومترا شمال جوهر.
إسقاط الحكومة
وكان الناطق باسم حركة الشباب المجاهدين شيخ مختار روبو (أبو منصور) قد قال -في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الأحد- إن حركته ستواصل القتال حتى إسقاط الحكومة الصومالية وإخراج القوات الأفريقية من الصومال.
ونقل مراسل الجزيرة نت جبريل يوسف عن مسؤول الدفاع السابق في المحاكم الإسلامية شيخ يوسف سياد إنعدي تأكيده خلال مؤتمر صحفي انضمامه إلى الحكومة الصومالية واستعداده للدفاع عنها، واصفا المعارضة التي تحارب الحكومة بأنهم "خوارج وبغاة تجب محاربتهم".
على صعيد آخر قالت منظمة إغاثة الاثنين إن أكثر من 270 ألف لاجئ صومالي في كينيا المجاورة يواجهون نقصا مفزعا في الطعام والمياه والمأوى المناسب في مخيمات مكدسة دفعت كثيرين إلى التفكير في العودة مرة أخرى إلى مناطق الحرب في الصومال.
وقالت منظمة "أطباء بلاد حدود" إن نحو 5000 شخص يصلون كل شهر إلى ثلاثة مخيمات في كينيا.
وأدت الصراعات على مدى 18 عاما إلى زعزعة استقرار المنطقة ودفعت بعشرات الآلاف إلى النزوح عبر الحدود. وتسبب القتال طيلة العامين الماضيين في مقتل 17700 مدني ونزوح أكثر من مليون عن ديارهم، وعيش أكثر من ثلاثة ملايين على المساعدات الغذائية الطارئة.