تحذير فلسطيني من عواقب جولة أعضاء الكنيست في الخليل

عوض الرجوب- الخليل
حذر ممثلو عدد من المؤسسات والقوى الفلسطينية من خطورة سماح الحكومة الإسرائيلية لنواب متطرفين في الكنيست بزيارة البلدة القديمة من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، وزيارة البؤر الاستيطانية فيها.
وحمل مسؤولون فلسطينيون في أحاديث منفصلة للجزيرة نت على هامش اعتصام دعت إليه القوى السياسية، ونظم في منطقة باب الزاوية، بمحاذاة المنطقة المصنفة (H2) والخاضعة لسيطرة إسرائيلية كاملة، حكومة الاحتلال مسؤولية أي تصعيد أو توتر في المنطقة.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد أعلنت أمس أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك سمح لأعضاء كتلة الاتحاد الوطني البرلمانية بدخول المنطقة الفلسطينية أثناء جولتهم في المدينة، لكن باراك عدل عن قراره، واكتفى بالسماح بزيارة البؤر الاستيطانية والحرم الإبراهيمي الشريف.

زيارة استفزازية
وحسب الإذاعة الإسرائيلية فإن زيارة أعضاء كتلة الاتحاد الوطني وبينهم زعيم الحزب يعقوب كاتس لمدينة الخليل جاءت احتجاجا على نية السلطات الإسرائيلية فتح أحد شوارع المدينة أمام الفلسطينيين، واحتجاجا على عدم السماح لليهود بدخول باقي أنحاء المدينة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن أعضاء الكنيست اجتمعوا بالمستوطنين في مستوطنة كريات أربعة، ثم قاموا بزيارة البؤر الاستيطانية في البلدة القديمة من المدينة ومحيط الحرم الإبراهيمي الشريف.
ووصف منسق القوى السياسية في الخليل فهمي شاهين السماح بزيارة النواب المتطرفين بأنه "تصعيد عدواني إسرائيل جديد"، مشيرا إلى أن الاحتجاج على فتح شارع واحد، وهو شارع واد الحصين من عشرات الشوارع المغلقة، ينذر بمزيد من التوتر.
وأكد أن تشجيع حكومة الاحتلال للحركات اليمينية المتطرفة والسماح لها بالقيام بجولة إرهابية في وسط الخليل ودخول مناطق السلطة الفلسطينية "يبرهن مجددا على تورط حكومات الاحتلال في حماية ورعاية إرهاب المستوطنين".
وقال إن "سلطات الاحتلال تضرب عرض الحائط بكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية الهزيلة التي عقدتها حكومة الاحتلال مع السلطة الفلسطينية" مؤكدا على "مشروعية مقاومة الاحتلال بكل الوسائل والتصدي لقطعان المستوطنين وكل مظهر للاحتلال في الخليل".
وأضاف أن مدينة الخليل فلسطينية موحدة "ولا نعترف بالاتفاقيات الهزيلة بما في ذلك بروتوكول الخليل الذي كانت أحذية الاحتلال قد داسته" مؤكدا على ضرورة التصدي "لإجراءات الاحتلال وعربدات المستوطنين مهما كانت النتائج".

تصعيد عنصري
من جهتها وصفت عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح سحر القواسمي، جولة المتطرفين بأنها "تصعيد باتجاه قلب الحقائق على الأرض ومحاولة التصدي لأي مشروع يستطيع أن ينهي الاحتلال"، مضيفة أن هذه الخطة "تتطلب تحركا دوليا لإنهاء الاحتلال ووقف أية خطوات قد تجرنا لشلال من الدم".
وشددت على أن المطلوب لمواجهة هذا التحدي هو "إنهاء الاحتلال وإيقافه بإنجاح الحوار الوطني واستعادة الوحدة الوطنية ووضع إستراتيجية وخطة لمواجهة كل مشروع الاحتلال على الأرض، ودفع المجتمع الدولي لاستعادة حقوقنا المشروعة".
إلى ذلك بين خالد القواسمي مدير لجنة إعمار الخليل أن البلدة القديمة مغلقة منذ نحو تسع سنوات، مشيرا إلى أن زيارة المتطرفين "تدل على السياسة الطائشة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية وتدعو لمزيد من العنف وليس السلام".
وقال إن مناطق عديدة في البلدة القديمة مغلقة أمام الفلسطينيين ويحظر عليهم السير فيها أو فتح محلاتهم التجارية "مما يؤكد على سياسة الفصل العنصري التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية ومحاولة إنشاء حي يهودي داخل الخليل".
وقدر عدد المحلات التجارية المغلقة بأوامر عسكرية بنحو 500 محل، إضافة إلى 1000 محل آخر مغلقة نتيجة عدم قدرة أصحابها على الوصول إليها، موضحا أن عدد المستوطنين في أربع بؤر استيطانية في البلدة القديمة لا يتجاوز 500 مستوطن.
وقال إن عدد الفلسطينيين في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية من الخليل يصل إلى نحو 40 ألف نسمة، بينهم نحو خمسة آلاف نسمة في البلدة القديمة.