المغاربة يحيون ذكرى نكبة فلسطين
19/5/2009
لم يملك المجاهد الهاشمي الطود نفسه وهو يستمع إلى صوت عائشة المصلوحي، المغربية المقيمة بجوار المسجد الأقصى، فاغرورقت عيناه بالدموع ولم يستطع الكلام طويلا في المهرجان الذي نظمته حركة التوحيد والإصلاح والمبادرة المغربية للدعم والنصرة مساء الاثنين بقاعة المهدي بن بركة بالرباط.
وكانت المصلوحي تتحدث على الهاتف مباشرة في المهرجان موجهة التحية إلى المغاربة لمساندتهم الدائمة للمقاومة الفلسطينية أسوة بأجدادهم الذين استقروا بالمدينة المباركة منذ قرون بعد أن شاركوا في تحريرها تحت قيادة صاح الدين الأيوبي.
وقال الطود "لقد تأثرت غاية التأثر عند مجرد سماع اسم المصلوحي، إذ إنني أعرف هذه الأسرة المغربية بالقدس عندما كنت ضمن قوات المقاومة سنة 1948″، مضيفا "اعذروني، فإن صحتي ضعفت وحالتي متوترة جدا لما أرى وأسمع".
وجاهد الطود في فلسطين وعمره حوالي 18 سنة لمدة تزيد عن سنة في حرب 48 التي تعرف بالنكبة. وهو خريج الأكاديمية العسكرية في العراق سنة 1951، حيث كان ضابطا نشيطا في تشكيل جيش التحرير المغاربي الذي أسسه الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهو اليوم متقاعد من الجيش المغربي.
وسلم الدكتور أحمد الريسوني للهاشمي الطود هدية رمزية قدمتها له حركة التوحيد والإصلاح تكريما له على تاريخه المشرف ودفاعه عن فلسطين منذ سنوات الاحتلال الأولى.
وشكر الطود القائمين بهذه المبادرة، مؤكدا في كلمته القصيرة أن "فلسطين لا يمكن أن تتحرر إلا بالقوة لأنها اغتصبت بالقوة، ولأن المحتلين لا يفهمون إلا هذه اللغة".
تخاذل وتحالف
الريسوني اعتبر في كلمته أن القضية الفلسطينية اليوم هي أكبر مظلومية عرفها التاريخ الحديث، مضيفا أنها تعاني من تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية وتحالف الأنظمة الغربية مع الصهيونية.
وهاجم الريسوني الأنظمة العربية التي تحاصر فلسطين والفلسطينيين، وقال "نحن نعرف من يحاصر غزة لأن إسرائيل تحاصر غزة من جهة واحدة فما بال الجهات الباقية، وكذلك الضفة والجولان.. فمعظم جهات فلسطين تحاصرها أنظمة عربية وجيوش عربية".
ووجه الريسوني تحية إلى الشعب المغربي الذي لا ينسى قضية فلسطين، منتقدا المهرجانات الكثيفة التي تحاول محو ذاكرته وشغله عن القضية المركزية.
خطة أوباما
من جهته حذر خالد السفياني منسق المجموعة الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، وبنجلون الأندلسي رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومحمد الحمداوي عضو المؤتمر القومي الإسلامي، من خطة أوباما للسلام التي يروج لها هذه الأيام.
وأوضح السفياني في حديث للجزيرة نت، أن خطة أوباما أخطر من الخطط السابقة لأنها تطالب العالم الإسلامي بالتطبيع مع إسرائيل مقابل وقف الاستيطان، وتترك ما بقي من القضايا للمفاوضات.
واعتبر السفياني أن أوباما تراجع عن وعوده الانتخابية بإرجاع الحق إلى أهله بسبب ضغوط صهيونية قوية، مثلما تراجع عن نشر صور تعذيب معتقلي غوانتانامو التي نفذتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
كما انتقد السفياني بابا الكنسية الكاثوليكية في زيارته الأخيرة لفلسطين وإسرائيل، لغضه الطرف عن غزة ومأساتها والمعتقلين ومحنتهم. وقال السفياني إن البابا كان محابيا للكيان الصهيوني على حساب المقاومة والشعب الفلسطيني.
وأعلنت المنظمات المذكورة عن تنظيم عدة فعاليات تشارك فيها كل مكونات الشعب المغربي عبر مدن مغربية مختلفة، خلال شهر رمضان المقبل، تحت شعار "حتى لا ننسى". وتأتي هذه الفعاليات ضمن إحياء ذكرى النكبة والاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية خلا سنة 2009.
المصدر : الجزيرة