الضاري: العراقيون رفضوا الطائفية والبارزاني أطماعه واسعة

الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق خلال مقابلة مع الجزيرة نت - الدوحة 18 نوفمبر 2009

الشيخ حارث الضاري (الجزيرة نت)

أنس زكي-الدوحة

أكد الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق الشيخ حارث الضاري أن الشعب العراقي لم يقبل الطائفية التي حاول الاحتلال الأميركي وأعوانه فرضها وأصبح إيمانه بالوحدة اليوم أمرا يقينيا، كما أشار إلى أن المقاومة مستمرة ما دام الاحتلال موجودا، منتقدا في الوقت نفسه ما اعتبرها أطماعا مبالغا فيها من جانب رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني.

وفي مقابلة مع الجزيرة نت الاثنين، بدا الضاري واثقا من قدرة العراق على تجاوز الطرح الطائفي إذا خرج الاحتلال وقال إن العراقيين أريد لهم في بداية الاحتلال أن يساسوا طائفيا وروج المحتل وحلفاؤه لذلك حتى اعتقد الناس خارج العراق أن العراق قد أصبح طائفيا وأن هذه هي إرادة شعبه وأنه لا عودة له عنها.

وأكد أن السياسة الطائفية التي لهج بها الاحتلال وحلفاؤه لم تكن مقبولة لدى الشعب العراقي من البداية، ولهذا لم تقع حرب أهلية كما توقع البعض، وتزايد هذا الشعور لدى العراقيين حتى أصبح اليوم يقينا، وبات أغلب أهل العراق إن لم يكن كلهم ينادون برحيل الاحتلال ووحدة العراق وسقوط دعاة التقسيم والطائفية.

ودلل الضاري على هذا الطرح بالانتخابات البلدية التي جرت قبل أشهر وقال إنها أطاحت بالجهات الرئيسية الطائفية التي تريد تقسيم العراق تحت لافتة "الفدرالية المسمومة".

مسعود البارزاني (يسار) مع القائد العسكري الأميركي مايكل مولين (رويترز-أرشيف)
مسعود البارزاني (يسار) مع القائد العسكري الأميركي مايكل مولين (رويترز-أرشيف)

تصريحات متضاربة
وفيما يتعلق بموضوع الانسحاب الأميركي من العراق، أعرب الضاري عن اعتقاده بأنه أمر غير حقيقي لأنه لا توجد له ضمانات كما أنه من طرف واحد، ويساعد على الشك فيه ما يصدر عن الأميركيين من تصريحات متضاربة في هذا الشأن.

ويشير الضاري في هذا الصدد إلى تصريحات أميركية يقول بعضها إن الانسحاب سيرتبط بالواقع الميداني وتتحدث أخرى عن تفكير أميركا في إنشاء ألوية من جيشها العامل في العراق تحت اسم "ألوية المعاونة والمشورة" بينما تتواتر تصريحات لقادة أميركيين تؤكد أن قرار الانسحاب وجدولته ليس قرارا نهائيا.

ويعتبر الضاري أن المتابع للإدارة الأميركية الحالية يلحظ أنها واقعة تحت ضغوط وبين خيارات قليلة أحلاها مر، فإما انسحاب ينال من هيبة أميركا وسمعتها كما يرى البعض، أو بقاء يكلف المزيد من الخسائر البشرية والمالية فضلا عن تعارضه مع التصريحات التي أدلى بها الرئيس الحالي باراك أوباما أثناء حملته الانتخابية.

ونفى الضاري ما يطرحه البعض من أن انسحاب القوات الأميركية سواء خارج المدن أو حتى خارج العراق نهائيا من شأنه أن يترك فراغا أمنيا، وقال إن من يروجون ذلك لهم مصلحة في بقاء الاحتلال، لأن الشعب العراقي بأغلبيته الساحقة يريد رحيل الاحتلال ويعتقد أن من دمر العراق وجلب عليه كل المشاكل الحالية هو الاحتلال ومن يتعاون معه.

وشكك في كفاءة السلطة الحالية لإدارة العراق وقال إنها قائمة على قوة الاحتلال وعلى مساندة حلفاء إقليميين "ولا أعتقد أنها تستطيع إدارة البلاد بدون هذين الداعمين إلا إذا سلمت البلد لأهله الحقيقيين أو تعاونت معهم بما يحفظ للعراق سيادته ووحدته ومصالحه العليا".

"
الضاري لا يرى خلافا حقيقيا بين أميركا وإيران مشيرا إلى تعاونهما في العراق وأفغانستان والخليج، وأكد أن ما بين هذين البلدين مصالح مشتركة ونفوذ يمكن التفاهم عليه
"

المقاومة مستمرة
كما أكد الضاري أن المقاومة مستمرة، حيث أعلنت على لسان فصائلها أنها ستتواصل ما دام الاحتلال موجودا سواء داخل المدن أو في قواعد خارجها، معتبرا أن حال المقاومة هو الأفضل حاليا من حيث وحدة أهدافها ووسائلها.

وعن تصريح رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني مؤخرا بأن أميركا خذلت الأكراد في العراق، اعتبر الضاري أن أميركا لم تتخل عن الأكراد أو أي من حلفائها بالعراق، لكن يبدو أنها طلبت منهم أن يحدوا من مطالبهم وأطماعهم في العراق بعد أن وصلت إلى حدود مزعجة للعراقيين وجيرانهم.

وأكد أن البارزاني له مطالب واسعة تتمثل في النفوذ السياسي فضلا عن التوسع الجغرافي حيث يريد أن يضم للإقليم مساحات تعادل ضعفي مساحته، فهو يريد الاستيلاء على كركوك كاملة وعلى نصف محافظة الموصل وما يقرب من نصف محافظة ديالى وأجزاء من محافظة صلاح الدين بل إنه يريد أن يجاور العاصمة بغداد.

لا للتطبيع العربي
ولم يبد الضاري تأييدا للتوجه العربي بتدعيم العلاقات مع الحكومة العراقية الحالية وقال إنه ما دام الاحتلال موجودا وما دامت هذه الحكومة تسير على طريق المحاصة الطائفية وتلتزم بالدستور المفرق للشعب العراقي فإن التطبيع العربي معها لا يخدم الشعب العراقي وإنما يخدم الحكومة والمشروعين المتحكمين في العراق حاليا وهما الأميركي والإيراني.

وقال إنه لا يرى خلافا حقيقيا بين أميركا وإيران مشيرا إلى تعاونهما في العراق وأفغانستان والخليج، ومؤكدا أن ما بين هذين البلدين هي مصالح مشتركة ونفوذ يمكن التفاهم عليها في أي مرحلة من المراحل.

وعما يتردد عن سعي الولايات المتحدة إلى استبدال الدور التركي بالدور الإيراني في العراق قال الضاري إنه لا يعتقد أن تركيا ستكون بديلا لإيران وإنما قد تكون موازنا للدور الإيراني أو مخففة لأضراره ومخاطره في العراق.

المصدر : الجزيرة