قلق فلسطيني على مستقبل المقاومة في ظل الانقسام

8/4/2009
عوض الرجوب-الخليل
أعرب سياسيون ومحللون عن قلقهم على مستقبل المقاومة الفلسطينية وتخوفهم من أن تكون أكبر الخاسرين في ظل استمرار الانقسام الداخلي وضعف الموقف العربي الداعم لها، خاصة بعد تبدد الشعور بالثقة الذي ولدته حربا لبنان وغزة.
وأكد المحللون للجزيرة نت أن إنهاء الانقسام والوحدة شرط ضروري لاستمرار النضال الفلسطيني وكذلك المفاوضات، مشددين على أن تحكم شريحة سياسية معينة غير معنية بالمقاومة في القرار الفلسطيني جعل المشروع الوطني مرتبطا بشروط المجتمع الدولي.
ومع ذلك فقد أوضحوا أن بذرة المقاومة ستبقى موجودة في الشارع الفلسطيني الذي أجبر على الانشغال بلقمة عيشه، دون أن يستبعدوا عودتها بجذوة أكبر وأساليب جديدة لم يسبق أن استخدمت ضد الاحتلال.

وفي هذا الشأن يرى القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والنائب والأسير السابق حسام خضر، أن خيار المقاومة بات على المحك بشكل غير مسبوق في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى ضرورة التكامل بين السياسة والمقاومة لاستعادة مكانتها.
ورأى أن إمكانية ممارسة هذا الخيار الوطني تضمحل مع الأيام "رغم الدلائل التي كانت تشير إلى أن خيار المقاومة سيتعزز كمفهوم وممارسة بعد العدوان على غزة وانتصار حزب الله في الحرب الأخيرة على لبنان".
إعلان
وأضاف أن سقف المشروع الوطني بشروط المجتمع الوطني والاتفاقيات الأمنية "يؤكد تراجع إمكانية ممارسة المقاومة"، موضحا أن حماس لن تستطيع رفع سقف النضال الوطني إذا ما قررت المشاركة رسميا في حكومة فلسطينية سواء كانت حكومة وحدة أو ائتلاف أو حتى حكومة حمساوية خالصة في ظل موافقة فتح والمجلس التشريعي عليها.
وأضاف أن فصائل العمل الوطني الفلسطيني وقيادات الصف الأول فيها باتت غير مقتنعة تماما بجدوى النضال والمقاومة "حرصا منها على المكاسب والامتيازات", مشددا على أن المقاومة تتطلب أن "تتخلى القيادات عن المنافع وسطوة السلطة".
وقال إن تنظيمات المقاومة التي تمارس السلطة تستفيد مما توفره لها هذه السلطة من امتيازات ومصالح وتشريفات وغيرها "وبالتالي فإن الوضع أمام المقاومة أكثر صعوبة من ذي قبل".
خيبة أمل
وبما أن "المقاومة عشبة تنبت في بيئة مناسبة" يرى القيادي في الجبهة الشعبية، بدران جابر أن المرحلة الراهنة والظروف السياسية السائدة "تشكل عقبة في طريق المقاومة وأخذها مكانتها التي يجب أن تأخذها في هذه المرحلة".
وأكد تبدد الشعور بضرورة تمدد المقاومة بعد حربي لبنان وغزة بعد إغراق الناس في هم الحياة اليومية واحتياجاتهم وانتشار الفقر، وبعد خيبة الأمل من تحكم شريحة سياسية معينة موالية لإسرائيل بالمنطقة في المسار السياسي.
وبشأن غياب التضامن العربي والإسلامي الرسمي يضيف جابر أن "الظروف محبطة ومعيقة"، لكنه شدد على أن "البذرة لن تموت وقد تأتي أشكال مقاومة أكثر حدة ووضوحا لأن الظلم والقهر كبير".

ضحية الانقسام
ورغم اعتقاده أن الظروف الموضوعية، وتحديدا استمرار الاحتلال والاستيطان وفشل المفاوضات وانهيار عملية السلام، تستدعي المقاومة، يؤكد المحلل السياسي هاني المصري أن المقاومة "أصبحت من ضحايا الانقسام وبالتالي لا توجد مقاومة جدية ذات فعالية".
وشدد على أن إنهاء الانقسام شرط لاستمرار النضال الفلسطيني، وأيضا لاستمرار المفاوضات "لأن استمرار الانقسام سيقود إلى انفصال دائم وانهيار النظام السياسي الفلسطيني وحركة التحرر الوطني".
إعلان
وأضاف أن المقاومة كنهج كامل "لن تكون دون إنهاء الانقسام"، موضحا أن أي مقاومة خارج هذا الإطار "ستسخرها إسرائيل في خدمة سياستها وأهدافها".
وشدد على ضرورة تشكيل "مرجعية واحدة وسياسة إستراتيجية واحدة للمقاومة وتحقيق الأهداف المشتركة".
المصدر : الجزيرة