مهرجان الخبز بأثينا يربط بين الغذاء والسلام

شادي الأيوبي-أثينا
ربط المهرجان العالمي للخبز الذي ينظمه متحف برنابا للخبز في أثينا بالتعاون مع جمعية الصداقة اليونانية الفلسطينية، بين الحصول على الغذاء والسلام. كما دعا لاعتماد الخبز فلسفة كونية للتبشير بمبادئ السلام والتعارف بين شعوب الأرض المختلفة.
وحضر الفعاليات التي بدأت هذا الأسبوع قوى سياسية وشخصيات يونانية إضافة لجاليات أجنبية مقيمة، كما حضرها ممثلون عن الجاليات العربية بأوروبا.
ويستضيف المعرض نماذج عالمية من صناعات الخبز ومشتقاته، ويعرض نماذج شعارات للشعوب المختلفة مصنوعة بالخبز والكعك، كما قامت سيدات يونانيات وعربيات بعرض طريقة صناعة الخبز أمام الزائرين.
وعلى الهامش قدم المتحف نماذج من حياة القرويين وأدوات معيشتهم البسيطة التي كانت تستعمل إلى وقت قريب، خاصة أدوات الحراثة والحصاد الخشبية.
وحظيت القضية الفلسطينية بقدر كبير من الاهتمام حيث رفعت الأعلام الفلسطينية وعلقت خارطات لفلسطين بصالات المعرض، كما تحدث ممثلون عن الجالية الفلسطينية عن أهمية الخبز بالنسبة للشعب الفلسطيني ومعاناتهم اليومية للحصول عليه.

وغنى أطفال المدرسة العربية بأثينا أغاني عن شوق الشعب الفلسطيني إلى دياره المسلوبة، وتحدث آخرون عن إعداد الخبز في تقاليد الشعب الفلسطيني وتوزيعه بالمناسبات المختلفة. ووزعت على الحاضرين كوفيات فلسطينية، في خطوة أكد القائمون على المهرجان أنها تهدف إلى ربط الخبز بعملية السلام.
وفي مقابلة مع الجزيرة قال النائب اليوناني فاسيليس إيكونومو إن مبادرة متحف الخبز ورابطة الصداقة الفلسطينية تعطي بالفعل رسالة لمناداة الشعب الفلسطيني ومطالبته بالسلام والعيش الكريم، وهو ما يبدو تاريخيا أنه الطريق الوحيد للسلام بالشرق الأوسط.
وعن رابطة الصداقة الفلسطينية اليونانية، ذكر رئيس الرابطة نادر العبادلة أن مهرجان الخبز يوحد الشعوب خاصة شعوب الشرق الأوسط التي تعتمد أساسا على الخبز بمعيشتها، لذلك تم اعتماد متحف الخبز بالذات لإظهار التضامن بين شعوب المنطقة وخاصة تضامن الشعب اليوناني مع الفلسطيني.
الخبز والسلام
وحول فلسفة الخبز والسلام، قال يورغوس أناستاسوبولوس عضو اللجنة الأوربية لرفع الحصار عن غزة إن الخبز مقترن بالسلام لأن الشعوب التي تحصل على الخبز وتحصل على الأمن يمكن أن تعيش في سلام وأن تصنع مستقبلها وتساهم في تقدم البشرية، وفي حال فقد أحد هذا العنصرين فلا مجال لحدوث أي تقدم علمي أو حضاري.

وثنى الأمين العام لمؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي حضر المعرض على ثنائية الخبز والأمن لتحقيق السلام مذكرا بأن الله منّ على قريش بثنائية الأمن من الخوف والإطعام من الجوع كمثال على تمام النعمة وكمالها، موضحا أن الشعب الفلسطيني اليوم يدرك تماما أهمية هذه المسألة حيث يعيش في ظروف فقد فيها كلتا النعمتين.
وأكد عادل عبد الله أن الفلسطينيين بأوروبا يسعون إلى تحقيق السلام في العالم والشرق الأوسط خاصة، وفي مقابل ذلك تعريف الشعوب بقضيتهم العادلة "هذا الجهد أثمر في أوروبا بشكل خاص حيث تلاحظ موجة من الفعاليات الشعبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني بشكل مستمر".
من جهتها وصفت النائبة اليونانية صوفيا ساكورافا هذه الفعاليات بأنها تؤكد من جديد دعم اليونانيين للشعب والمقاومة الفلسطينية ونضالها العادل لوطن حر ومستقل، مضيفة أن اليونانيات والفلسطينيات اللواتي كن يحضرن الخبز يرسلن رسالة حب وتضامن ومؤاخاة إلى غزة المحاصرة.