تباين سوداني بشأن اللهجة التصالحية لواشنطن

6/4/2009
عماد عبد الهادي-الخرطوم
لم يخف المسؤولون السودانيون ارتياحهم للهجة التي بدأ بها المبعوث الأميركي الجديد سكوت غريشن أولى خطواته في التعامل مع قضايا السودان بالرغم من المطالب التي أعلنها الرئيس باراك أوباما وطالب الخرطوم بتنفيذها لأجل حسم كافة المشكلات بين الطرفين.
غير أن محللين سياسيين شككوا في إمكانية تحول الموقف الأميركي خاصة أن الخرطوم لا تزال تتمسك بموقفها من طرد بعض منظمات الإغاثة من دارفور وتصر على عدم عودتها إلى هناك.
لكن بين موقفي الحكومة والمحللين السياسيين يبدو أن غريشن واثق من نجاحه في إحراز تقدم في قضايا لا يزال الطرفان السوداني والأميركي ممسكين عن كشفها على الأقل في الوقت الراهن.
ففي وقت اكتفى فيه المبعوث بإعلان قلقه لما رآه في معسكرات النازحين بدارفور بعد تصريحات له في الخرطوم أكد فيها أنه جاء بيد ممدودة لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير، دعا محللون سياسيون الحكومة إلى التعامل مع الأمر بحذر خاصة أن حل أزمة دارفور ليس بيدها وحدها.

رحلة استكشافية
بيد أن الناطق باسم الخارجية السودانية أكد أن واشنطن لم تطرح أي أفكار جديدة عبر مبعوثها الذي التقى عدة أطراف لها صلة بالأزمة في دارفور.
واعتبر السفير علي الصادق أن زيارة غريشن استكشافية ولم يكن للمبعوث أفكار مسبقة عن الأزمة من جوانبها المختلفة، مشيرا إلى أن الجانبين السوداني والأميركي اتفقا على إمكانية تجاوز العقبات التي تعترض علاقة البلدين.
إعلان
وأكد للصحفيين أن الطرفين بحثا مسألة المحكمة الجنائية الدولية لكنهما ركزا على أهمية تحسين الوضع الإنساني عقب طرد عدد من منظمات الإغاثة العاملة في دارفور، مشيرا إلى أن الجانب السوداني طلب أن تتفهم أميركا جذور المشكلة في دارفور ومن ثم العمل مع الخرطوم والأطراف المهتمة على معالجتها.
غير أن الخبير السياسي حسن عبد الله الحسين اعتبر أن الخطوة الأميركية تمهيدا لخطوات أخرى "قد تكون أكبر تأثيرا من كافة الخطوات السابقة".
وقال إن تفسير طرح اليد البيضاء الأميركية يجب أن يكون ضمن المطالب التي أعلنها أوباما من عودة المنظمات إلى التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام بين الشمال والجنوب التي لا تزال أميركا ترى أن تعثرا كبيرا يكبلها.

وأكد في تعليق للجزيرة نت أن المدخل الأميركي للتعامل مع السودان سيتسم باللين خاصة في الفترة الحالية قبل أن تكون هناك خطوات غير متوقعة "طالما أن الخرطوم غير مستعدة على الإطلاق لإعادة النظر في عودة المنظمات المطرودة من دارفور".
سد الفجوة
وأشار إلى أن الغرب يتوقع أن تحدث مجاعة في دارفور عقب شهر مايو/أيار المقبل بسبب الفجوة التي خلفتها المنظمات "مما يعني أن الحكومة ستعاني في سد تلك الفجوة أو ربما لن تتمكن من معالجتها".
لكن المحلل السياسي محمد علي سعيد اعتبر أن المبعوث الجديد أظهر وجها مغايرا لما كان يبديه من سبقه من المبعوثين مثل جون دان فورث "لكن ذلك لا يعني أنه سيوافق كافة توقعات الحكومة السودانية".
وقال إن تصريحه بأن وضعا حرجا في الإقليم بحاجة إلى المعالجة الفورية "ربما يكون له تبعات خاصة مع استمرار حاجة المواطنين في دارفور إلى المساعدات الإنسانية الكبيرة قبل حلول فصل الخريف".
لكنه لم يستبعد أن تكون رغبة حكومة أوباما أكثر جدية ووضوحا في حسم الأمر بدارفور "إذا ما اتجهت أميركا للضغط على الحركات لوقف الحرب والاتجاه نحو الحوار السلمي".
إعلان
المصدر : الجزيرة