مجلس الجامعة يعتمد اجتماعا طارئا بدارفور

30/4/2009
محمود جمعة-القاهرة
وافق مجلس الجامعة العربية على اقتراح قدمه السودان لعقد اجتماع طارئ للمجلس بكامل هيئته في دارفور على مستوى مندوبي الدول الأعضاء.
جاء ذلك في ختام اجتماع للمجلس مساء الأربعاء ترأسه الأمين العام عمرو موسى، وخصص لبحث جهود الجامعة لدعم السلام ومعالجة الوضع بدارفور.
وأكد الاجتماع ضرورة تنفيذ قرارات قمة الدوحة فيما يتعلق بالوجود العربي بدارفور، إضافة إلي الإسراع بتقديم الدعم المالي طبقا لما تم الاتفاق عليه بقمة الدوحة.
أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للجامعة أكد في تصريح له عقب الاجتماع بأن أهم ما انبثق عن هذا الاجتماع "الإيجابي" هو ما أقره المجلس من عقد اجتماع طارئ علي مستوى المندوبين بدارفور بالتنسيق مع الخرطوم.
وأشار السفير إلى أن الوجود العربي بدارفور سيتم تعزيزه بشكل أكبر من خلال المنظمات العربية التي بدأت أعمالها هناك منذ شهرين، موضحا أن الدول العربية بدأت تنفيذ مشروعات تنموية هناك سواء بشكل جماعي أو من خلال مشروعات واتفاقات ثنائية مع الحكومة السودانية.
تنفيذ الوعود
من جهته أكد سفير السودان بمصر عبد المنعم مبروك أن الاجتماع تضمن تأكيدات لدعم المطالب السودانية سواء المبالغ المخصصة للاتحاد الأفريقي لخدمة الأوضاع بدارفور أو ما يتعلق بدعم المشروعات الخدمية والصحية.
إعلان
وأكد مبروك في تصريح للجزيرة نت سعي الاجتماع لتنفيذ قرارات قمة الدوحة حيث تم تفعيل القرار الخاص بتوجيه ثمانية ملايين جنيه مصري إلى السودان شهريا، وحث المنظمات الأهلية وأجهزة العمل الطوعي على الوجود في دارفور تنفيذا لقرارات تلك القمة.
وحول الاجتماع الطارئ المقرر عقده بدارفور، قال السفير إنه يأتي تأكيدا للالتزام العربي تجاه السودان والسعي للانخراط العربي الميداني في دارفور.
وأكد استتباب الأوضاع بدارفور أمنيا مشيرا إلى أن الاجتماع اطلع على المؤشرات الإنسانية من عدد الوفيات ومعدلات التغذية، وأنه تم الكشف عن ممارسات ومخالفات كانت تقوم بها المنظمات الأجنبية التي أبعدت من السودان.
واستطرد بأنه تم تقديم حقائق وأرقام تبين أن حجم النفقات التي تنفقها المنظمات العربية أقل بكثير مما كانت تنفقه الأجنبية، مؤكدا أن النفقات العربية لقطاع النقل من وإلى دارفور هي أقل بمعدل ثلثين مما كانت تنفقه الأجنبية، وقطاعات أخرى غير النقل، وهو ما يؤكد أن المنظمات الغربية كانت عبئا على السودان وليست عونا له.
روح جديدة
وبدوره أكد السفير الصومالي بالقاهرة أهمية ما خرج به الاجتماع من توجيه الدعم المالي والإنساني للسودان حيث تم الاتفاق على إنشاء ثلاث قرى بدارفور لتوفير المسكن للنازحين، وكذلك بناء عدد من المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس لتأمين الوضع الإنساني بالإقليم.
وأشار عبد الله حسن محمود في تصريحه للجزيرة نت إلى أن هذا الاجتماع يعبر عن ما أسماه "الروح الجديدة" التي تدب في أوصال العمل العربي، بعد أن شهدت السنوات الماضية تقصيرا عربيا تجاه السودان.

الإعلام الغربي
أما سفير جمهورية جيبوتي بالقاهرة فقد أشار إلى أن المجلس أحيط علما بالملابسات التي أثارها الإعلام الغربي حول أسباب طرد بعض المنظمات العاملة بالسودان.
وقال موسى محمد أحمد إنه تم خلال الاجتماع شرح الكثير من الأوضاع بخلاف ما تروج له بعض وسائل الأعلام الأجنبية، مؤكدا أنه لم يتم استبعاد تلك المنظمات بسبب تبعيتها لدول بعينها وإنما تم طرد المنظمات التي خرجت عن إطار عملها في حين بقيت أخرى تابعة لنفس البلدان.
إعلان
كما أوضح السفير للجزيرة نت أن هذا الوجود الأجنبي الذي لا يزال مستمرا في دارفور يكون أكثر ضررا وخطرا في غياب الوجود العربي وقد أثبت الوجود العربي والمنظمات العربية ذلك.
أوباما والسودان
السفير المصري أكد أنه رغم الوجود العربي الحالي في دارفور والذي أعطي مؤشرات جيدة للوضع هناك، فإن الجامعة تحشد جهودها من أجل وجود عربي أكبر وأكثر فاعلية بالإقليم.
وذكر حازم خيرت للجزيرة نت ما سماه تكثيف دعم القاهرة للسودان حيث تم إيفاد أربعين طبيبا مصريا للعمل بدارفور، مؤكدا سعي بلاده لتقديم كل أشكال الدعم المالي والإنساني للخرطوم.
وعن الجهد السياسي المصري، أكد السفير أن هناك تحركا دبلوماسيا متصلا بين القاهرة والخرطوم، مشيرا إلى أن القاهرة تسعى لاستثمار توجه أميركي جديد تنتهجه إدارة الرئيس باراك أوباما تجاه القضايا العربية والأفريقية، موضحا أن الأخيرة تبعث رسائل إيجابية تجاه السودان يجب التعاطي معها.
المصدر : الجزيرة