سيناريوهات محتملة لتأثير إنفلونزا الخنازير

Mexicans walk across Lazaro Cardenas avenue in Mexico City, on April 28, 2009. As a preventive measure against contagion of the deadly swine flu virus,
سكان المكسيك يعيشون حالة من الخوف العام بعد أن ارتفع عدد الوفيات في بلدهم (الفرنسية)سكان المكسيك يعيشون حالة من الخوف العام بعد أن ارتفع عدد الوفيات في بلدهم (الفرنسية)

اتسعت رقعة الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير المعروف علميا باسم "أتش.1.أن.1" لتشمل 11 دولة وربما يتجاوز عدد المصابين 2500 شخص، كما لقي العشرات حتفهم في المكسيك من بينهم رضيع أثناء زيارة لولاية تكساس الأميركية ليصبح أول حالة وفاة في الولايات المتحدة.

 
وتقول منظمة الصحة العالمية إن المرض لا يمكن وقفه وإن أفضل ما يمكن أن يفعله العالم الآن هو أن يحاول التخفيف من آثاره. ورغم أنه لم يتحول بعد إلى وباء عالمي فإن هذا الاحتمال يمكن أن يتحقق بسرعة. وتاليا بعض التصورات للتطورات المحتملة للمرض:

وباء واسع الانتشار
أول الاحتمالات هو حدوث انتشار واسع للمرض، وهذا هو أسوأ السيناريوهات، ففي كل 30 أو 40 عاما يعاني العالم من وباء للإنفلونزا حيث تنتشر سلالة جديدة منه بسرعة مما يتسبب في مرض خطير ووفاة مئات الآلاف خلال أسابيع قليلة.

 

"
يعتبر وباء عام 1918 أسوأ سيناريو حيث توفي 40 مليون شخص خلال 18 شهرا واجتاح الوباء المجتمعات، ويرى خبراء أن وباء مماثلا لذلك قد يؤدي إلى تعطيل 40% من قوة العمل في العالم
"

ويعتبر وباء عام 1918 أسوأ سيناريو حيث توفي 40 مليون شخص خلال 18 شهرا، واجتاح الوباء المجتمعات في موجات غير أن ذلك حدث في عصر سبق عهد المضادات الحيوية وفي وقت كانت فيه حتى عدوى بسيطة تقتل الناس ولم تكن هناك أجهزة تنفس صناعية كما كانت الأمصال بدائية في أفضل الأحوال وكانت فكرة الناس محدودة أيضا عن كيفية انتقال الأمراض.

 
ورغم ذلك يرى خبراء أن وباء مماثلا لإنفلونزا عام 1918 قد يؤدي إلى تعطيل 40% من قوة العمل في أي وقت حيث سيكون الناس إما مرضى أو يعكفون على رعاية أقارب مرضى أو الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة أو يلجؤون للاختباء ببساطة، وسيؤدي ذلك إلى نقص في الإمدادات وحتى انقطاع التيار الكهربائي.
إعلان
 
وإذا ما تفشى مثل ذلك الوباء اليوم يمكن أن يموت الملايين ويمكن أن تتباطأ حركة التجارة العالمية بشدة كما سينهار الاقتصاد في العديد من الدول.

وباء متوسط
أما الاحتمال الثاني لانتشار إنفلونزا الخنازير فهو حدوث وباء متوسط، وقد حدث ذلك آخر مرة في عام 1968 حيث قتلت سلالة "أتش.3.أن.2" ما يقدر بمليون شخص. ويتنبأ خبراء بأن سلالة بنفس القوة اليوم ستترك آثارا أقل قسوة مع توافر المضادات الفيروسية التي لم تكن موجودة بالأسواق قبل 40 عاما.


وحتى مع الأمصال والعقاقير وتحسن التوعية العامة فإن الإنفلونزا الموسمية العادية تقتل ما يتراوح بين 250 و500 ألف شخص كل عام، والفرق بين هذه الإنفلونزا وبين السلالة الوبائية يتمثل في أن السلالة الوبائية لن يكون لها مصل مضاد على الفور.
 
ومن المرجح أن تتسبب في مرض خطير بين فئات عمرية أخرى بخلاف الصغار وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة الذين يعدون معرضين بصفة عامة للإنفلونزا.
 
وقد تضطرب حركة التجارة والسفر وتتذبذب العملات وتتعطل الإمدادات المطلوبة للتصنيع وتقل العقاقير المضادة للفيروسات والمضادات الحيوية المطلوبة لعلاج أي عدوى أخرى قد تصاحب الإنفلونزا.
 
وتتنبأ بعض التقارير بحدوث نقص في أجهزة التنفس والمستشفيات في العديد من الدول لا سيما الولايات المتحدة التي تعمل بكامل طاقتها ويمكن أن يتدفق على مستشفياتها سيل من المرضى الجدد.

عدم حدوث وباء

"
خبير أممي:

من السابق لأوانه أن نفكر في هذا على أنه وباء متوسط أو وباء شديد، من الواضح تماما أنه ليس بوسعنا أن نتنبأ بما ستؤول إليه الأمور
"

الاحتمال الثالث هو ما يأمله الجميع بأن تختفي هذه السلالة من الإنفلونزا والتي هي فيروس مختلط حيث يتبادل الجينات مع فيروسات الإنفلونزا الأخرى في جسد الإنسان أو الحيوان كما أنه يتحول باستمرار، وهذان العاملان يعنيان أن الوضع قد يتدهور أو تخف حدته بسرعة.

 
ويمكن للفيروس في أي وقت أن يفقد قدرته على الانتقال بسهولة من شخص الى آخر، كما يمكنه أن يصبح مثل الإنفلونزا الموسمية العادية.
إعلان
 
غير أن الأمر سيستغرق شهورا لمعرفة ما إذا كان ذلك قد حدث. وسلالات الإنفلونزا في الغالب تختفي في أشهر الصيف وتظهر ثانية في أواخر الصيف أو أوائل الخريف. وسلالة الإنفلونزا التي تسببت في وباء عام 1918 فعلت ذلك.
 
وقال الدكتور كيجي فوكودا من منظمة الصحة العالمية للصحفيين يوم الأربعاء "ربما يعد من السابق لأوانه أن نفكر في هذا على أنه وباء متوسط أو وباء شديد، من الواضح تماما أنه ليس بوسعنا أن نتنبأ بما ستؤول إليه الأمور".
المصدر : رويترز

إعلان