تجدد اشتباكات جنوب اليمن والحكومة تتحرك لاحتوائها

 
أصيب ثلاثة أشخاص بينهم جندي بجروح إثر تجدد الاشتباكات بين الأمن والأهالي في منطقة ردفان جنوب اليمن. وبينما أعلن اليمن عن تشكيل هيئات للدفاع عن الوحدة، قال معارض من الجنوب للجزيرة نت إنهم يقودون نضالا سلميا لاستعادة ما وصفها بدولة الجنوب.

 

ويعيد الحادث التوتر مجددا إلى المنطقة عقب فشل اتفاق بين السلطة والأهالي. وقال شهود عيان إن قوات الأمن طاردت المهاجمين في محاولة للقبض عليهم.

 

وهذا ثاني حادث من نوعه تتعرض فيه نقطة عسكرية حكومية لهجوم مسلح على أيدي معارضين محتجين في محافظات جنوب البلاد خلال أقل من أسبوع.

 

هيئات شعبية
في غضون ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن تشكيل هيئات شعبية ووطنية للدفاع عن الوحدة بين الشمال والجنوب، وذلك في ظل تزايد المخاوف من انفراط عقدها بعد زيادة حدة الاحتجاجات بالجنوب.

 

وذكرت وزارة الدفاع أنها بدأت في تشكيل هيئات شعبية ووطنية للدفاع عن الوحدة "تناط بها مهمة التصدي لأية أعمال أو دعوات تمس بالوحدة والثوابت الوطنية".

 

من جهتها قالت صحيفة الثورة الرسمية في افتتاحيتها اليوم الخميس تعليقا على ما تشهده المحافظات الجنوبية من دعوات متكررة للانفصال، "إن المسألة الوحدوية لم تكن يوما نابعة من الرغبات أو الحسابات الخاصة بهذا الطرف أو ذاك فهي محكومة دائما بالإرادة الشعبية وخدمة قضايا وترجمة تطلعاتها".

 

" اقرأ أيضا: اليمن.. أزمات وتحديات "

ويكرر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح دائما بخصوص الأوضاع في الجنوب أن مطلب الانفصال هو أبعد من عين الشمس، رغم تأكيده أن أي اختلالات شهدتها تلك المحافظات من نهب للمال العام أو الفساد يمكن معالجتها بطرق سلمية.

 

وفي المقابل قال المعارض اليمني البارز حسن باعوم إنهم في "الحراك الجنوبي" لا يعترفون بالوحدة اليمنية، واعتبر في حوار مع الجزيرة نت أن جنوب اليمن يرزح تحت ما أسماه "الاحتلال" من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية.

 

وأضاف "أنهم يناضلون نضالا سلميا لاستعادة دولة الجنوب"، ولكنه لم يستبعد اللجوء إلى السلاح إذا فرض عليهم ذلك، وطالب كل أبناء الجنوب في الداخل والخارج بتبني قضية وطنهم ونضال شعبهم.
 
وكان اليمن قد توحد سلميا في مايو/أيار 1990 إثر سلسة من الحروب بين شطري البلاد منذ ستينيات القرن الماضي.

 

ولكن الوحدة تعرضت لانتكاسة إثر خلاف بين صانعي الوحدة الرئيس صالح ونائبه علي سالم البيض عن الجنوب انتهت بحرب أهلية صيف عام 1994 تمكن خلالها صالح من الاستمرار في مقاليد الحكم فيما طلب البيض اللجوء السياسي في سلطنة عمان.