الناتو يبحث ملفات أفغانستان وروسيا والإصلاح الداخلي

يعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) قمة تتزامن مع احتفاله بالذكرى الستين لتأسيسه، يناقش فيها عدة مسائل أهمها الحرب في أفغانستان والعلاقات مع روسيا وورقة تطوير الحلف لمواكبة تحديات القرن الحادي والعشرين.
وتنعقد القمة التي ستتخللها لقاءات ثنائية على مدى يومي الجمعة والسبت في مدينة ستراسبورغ الفرنسية وبادن بادن الألمانية الواقعتين على نهر الراين الفاصل بين البلدين.
ومن أهم اللقاءات الثنائية التي تعقد الجمعة الاجتماع المغلق بين الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في ستراسبورغ، ثم ينتقل عبر الحدود لمقابلة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حيث يأمل المسؤولون الأميركيون أن ينجح أوباما في إصلاح العلاقات مع البلدين والتي تضررت في أعقاب الغزو الأميركي للعراق عام 2003.
أما أعمال القمة الرسمية فتنطلق السبت في ستراسبورغ لمناقشة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال وعلى رأسها الحرب على أفغانستان.

الملف الأفغاني
وقالت مصادر أميركية إن القمة ستبحث إمكانية الطلب من قوات الحلف زيادة عدد جنودها في أفغانستان رغم أن القادة الأوروبيين سبق أن أبدوا ترددا في قبول هذا الطلب في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.
وفي هذا السياق قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في تصريح إعلامي الخميس من لندن على هامش قمة مجموعة العشرين، إن قمة الناتو لن تكون مخصصة للحصول على تعهدات من الدول الأعضاء بشأن أفغانستان، بل لتقديم المساعدة على تدريب القوات الأفغانية لتقوم بمهامها الأمنية على أكمل وجه.
بيد أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيمس جونز أشار في تصريح الخميس إلى ثقته بأن قادة الحلف لن يترددوا في زيادة مساهماتهم في تحقيق الأمن في أفغانستان سواء بالدعم المباشر أو التمويل.
وفي هذا السياق قالت مصادر إعلامية نقلا عن مسؤولين أوروبيين إن زعماء الدول الأعضاء في الناتو يبدون حماسا لتوفير مساعدات إنسانية واقتصادية للحكومة الأفغانية أكبر من تأييدهم لفكرة زيادة عدد القوات.

العلاقات الروسية
وكانت العلاقات الروسية الأطلسية قد شهدت تطورا كبيرا مع موافقة موسكو على السماح بمرور الإمدادات غير العسكرية إلى قوات الحلف العاملة في أفغانستان.
بالمقابل يتوقع أن تطالب موسكو قمة ستراسبورغ-بادن بادن بالعدول عن فكرة توسيع الحلف شرقا لتشمل أوكرانيا وجورجيا وتجميد مشروع الدرع الصاروخي الأميركي المنوي إقامته في بولندا والتشيك.
وفي هذا السياق طالبت الحكومة الأميركية بوضع صياغة جديدة للمهام التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي كما ورد على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي شدد على الحاجة الملحة إلى تعريف وشكل جديدين وإجراء إصلاحات تجعل الحلف أكثر قدرة على التدخل السريع لمنع النزاعات.
وإضافة إلى الترحيب بعودة فرنسا إلى قيادة الحلف العسكرية بعد غياب دام أربعة عقود متتالية، ستشهد القمة مراسم انضمام دولتي ألبانيا وكرواتيا رسميا.