جيش الرب الأوغندي يهدد أمن الجنوب السوداني

من جانبها، ترى حكومة جنوب السودان أنه -على الرغم من قرارها بمواجهة المتمردين الأوغنديين- يتعين على حكومة كمبالا تقديم بعض التنازلات لأجل المحافظة على الأمن في المنطقة عموما.
بيد أن انهيار الوضع القبلي في عدد من المناطق بالجنوب يشكل عوامل إغراء لجيش الرب للتمدد في عدد من المناطق بالجنوب مما يصعب على أوغندا أو حكومة جوبا مواجهته عسكريا دون خسائر كبيرة، وفق ما أشار إليه مصدر جنوبي للجزيرة نت رفض الكشف عن هويته.
وقال المصدر إن هناك قبائل مشتركة بين الجنوبيين السودانيين وعدد من قادة جيش الرب "وبالتالي فإن على حكومة الجنوب والحكومة الأوغندية العمل للمعالجة السلمية للمشكلة وليس اللجوء إلى البندقية".

مواجهات قبلية
أما نائب رئيس البرلمان السوداني أتيم قرنق فاعتبر أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن قادة جيش الرب قد أدى بشكل أو بآخر إلى عدم التوصل لحل شامل للأزمة الأوغندية.
وقال للجزيرة نت إن وضع العدالة قبل السلام جعل من قضية جيش الرب أمرا معقدا "لا يمكن التكهن بنتائجه"، ملمحا إلى وجود أطراف دولية وإقليمية تلعب دورا هاما في انتشار الحروب بالمنطقة.
وربط توقف جيش الرب عن استهداف المدنيين بقبول حكومة الرئيس الأوغندي يوري موسفيني معالجة أمر المحكمة الجنائية الدولية "لأن المتمردين لا يشعرون بالأمان في ضوء ما يعلن عن رغبة المحكمة في ملاحقتهم".

الوضع الداخلي
وقال كوج للجزيرة نت إن اتفاقيات وقف إطلاق النار وتجميع القوات قد وقعت بين حكومة كمبالا وجيش الرب "دون أن يتفق الطرفان على نتيجة نهائية لحسم المشكلة".
وأكد أن قائد جيش الرب جوزيف كوني بحاجة لمزيد من الثقة والضمانات بعد تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية باعتباره مجرم حرب، وهذا ما لم تقم به الحكومة الأوغندية حتى الآن.
وأضاف المتحدث أن تعقيدات الأزمة أدت إلى تأثيرات كبيرة في ولاية غرب الاستوائية والمناطق الوسطى من الاستوائية الكبرى بجنوب السودان، مشيرا إلى أن تحركات جيش الرب دفعت الحركة الشعبية إلى مطالبة حكومة الجنوب بالتعامل معه بحزم شديد لحماية مواطنيها.
يشار إلى أن الهلال الأحمر الدولي سبق أن أعلن نزوح نحو 43 ألف مواطن جنوبي من قراهم بسبب هجمات جديدة شنها جيش الرب على مناطقهم.