استئناف حوار القاهرة وحماس ترفض مطالب عباس

استأنف وفدا حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني (فتح) حوارهما في القاهرة، وسط دعوات رئيس السلطة محمود عباس إلى الاتفاق على تشكيل حكومة تلتزم بما وقّعت عليه منظمة التحرير الفلسطينية، وهو ما جددت حماس رفضها له.
وعقد وفد حماس برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق اجتماعا مع وفد من فتح برئاسة عضو لجنتها المركزية أحمد قريع سيعقبه اجتماع ثلاثي بحضور الراعي المصري، في مسعي لإيجاد توافق على القضايا الخلافية وأبرزها برنامج حكومة التوافق المرتقبة ومنظمة التحرير والمرحلة الانتقالية قبل الانتخابات.
وأعلن القيادي في حماس محمود الزهار أن جولة الحوار وهي الرابعة بين حركته وفتح "لن تكون نهائية" في حال استمرار عدم الاتفاق في القضايا الخلافية. مع العلم أن تلك القضايا تشمل برنامج الحكومة القادمة ومطالبة حماس بإطلاق معتقليها في سجون السلطة، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وتوصلت الفصائل المتحاورة في الجولات الثلاث إلى نقاط اتفاق أساسية أهمها طريقة تشكيل منظمة التحرير، والاتفاق على انتخابات نيابية وتشريعية في وقت واحد، ومبدأ توحيد وعدد الأجهزة الأمنية.
حكومة جديدة
في هذه الأثناء دعا رئيس السلطة أطراف الحوار الوطني إلى الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة تلتزم بما وقعت عليه منظمة التحرير ولا تكون في الوقت ذاته ملزمة للتنظيمات أو الفصائل, وأن تشرف على إعادة إعمار غزة.

وقال عباس "إذا كان من الصعب التوصل لاتفاق في كل القضايا، فيجب أن يتم تشكيل الحكومة من أجل إعادة الإعمار وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في موعدها مطلع 2010 المقبل، ومن ثم يصار إلى استكمال الحوار في باقي القضايا".
وجدد في كلمة ألقاها أمام اللجنة التحضيرية لبرلمان الشباب في رام الله استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، لكن وفقا لمرجعية مدريد وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية. كما أعرب عن رفضه لما يسمى يهودية دولة إسرائيل.
وسارعت حماس إلى رفض ما اعتبره ممثلها بلبنان أسامة حمدان تلميحا من قبل عباس لإعادة تشكيل حكومة برئاسة سلام فياض، مؤكدا رفض الحركة لحكومة تستجيب للإملاءات الأميركية والإسرائيلية.
وقال حمدان للجزيرة "نريد حكومة تستجيب للشروط الوطنية الفلسطينية". وأضاف أن إشارة عباس إلى تشكيل لجنة مفوضة يعني التمديد له، والهرب من نتائج انتخابات 2006 والتخلي عن تشكيل المرجعية التي تضم كل الفصائل.
وبينما اعتبر ممثل حماس أن تصريحات عباس "نعي للحوار قبل أن يبدأ" أكد حمدان أن تصريحاته خلال الخطاب تضمنت اعترافا بأن أداء السلطة الأمني في الضفة الغربية كان لخدمة إسرائيل وليس لمصلحة الفلسطينيين.
وفي دمشق قال أمين سر لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية خالد عبد المجيد في اجتماع للفصائل الموجودة هناك، إن الشروط التي لا تزال تتمسك بها فتح لا تساعد في الوصول إلى نتيجة إيجابية بالجولة الرابعة للحوار الفلسطيني بالقاهرة.

من ناحية ثانية طالبت المؤسسات النسوية الممثلة لقطاع المرأة في شبكة المنظمات الأهلية، الفصائل، بإنجاح الحوار وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة ووضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار.
جاء ذلك خلال مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها المئات من الفلسطينيات أمس قبالة معبر رفح الحدودي.
جريحان بخانيونس
على الصعيد الأمني أصيب فلسطينيان جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما شرق خانيونس جنوب قطاع غزة. وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة د. معاوية حسنين إن الجريحين نُقلا إلى المستشفى وحالتهما متوسطة.
وفي الضفة فرضت قوات الاحتلال إغلاقاً عسكرياً محكماً عليها بدعوى حلول ذكرى إنشاء دولة إسرائيل.