حرمان أسرى غزة من الزيارة يضاعف المعاناة

أحمد فياض-غزة
إلى جدار مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، استندت والدة الأسير شادي أبو الحصين، تضع راحتها تحت خدها تبكي مرارة الشوق وهي ترقب قدوم قريناتها من أمهات وزوجات الأسري اللواتي يعتصمن أسبوعياً احتجاجاً على منعهن من زيارة ذويهن بالسجون الإسرائيلية.
وتقول الأم التي سبقت دموعها كلماتها، إن ابنها يمضي حكماً إسرائيلياً جائراً بالسجن سبع سنوات، أمضى منهن خمسا دون أن يسمح الاحتلال لها بزيارته طوال هذه المدة رغم الطلبات المتكررة التي تقدمت بها للصليب الأحمر.
وأضافت في حديث للجزيرة نت، أن القلق والحزن يسيطر عليها منذ خمسة شهور، بعد أن انقطعت أخبار ابنها الذي كان يطمئنها عن حاله من داخل السجن عبر رسائل شفوية يبعث بها مع رفاقه المفرج عنهم من أسرى الضفة الغربية.
ألم وحسرة
والدة الأسير عماد أبو ريان، المعتقل منذ 18 عاماً، فتقول إنها حرمت من زيارة ابنها بعد أن أسرت المقاومة الجندي الإسرائيلي (جلعاد شاليط) قبل أكثر من سنتين ونصف السنة.
وذكرت هي الأخرى للجزيرة نت، أنها تشعر بالألم والحسرة لعدم تمكنها من زيارة ابنها، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن معنوياتها عالية، وقالت "لن نخضع ولن نجعل المحتل يرى دمعتنا".
وأضافت أن سماح إدارة سجن الاحتلال لابنها بمحادثتها وباقي أسرته عبر الهاتف لمدة لا تتجاوز الثلاث دقائق تخفف الكثير من نار الشوق لديها، لكنها لا تغني عن رؤيته شاخصاً أمامها لدى زيارته بالسجن.
ورغم منع إسرائيل ذوي أسرى القطاع من زيارة أبنائهم منذ أسر المقاومة شاليط، فإن الحال قبل ذلك التاريخ لم يكن أفضل مما هو عليه الآن، إذ كان الاحتلال يختلق الحجج والذرائع لإلغاء الزيارات، ووضع اشتراطات ومحددات تحول دون تمكن معظم ذوي الأسرى من زيارة أبنائهم.
ويحمل والد موسى بدوي الممنوع من زيارة ابنه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، اللجنة الدولية للصليب الأحمر مسؤولية عدم التنسيق مع إدارة السجن لتمكينهم من زيارة أبنائهم، مطالباً المنظمات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان بأخذ الدور المنوط بها في تخفيف معاناة الأسرى وذويهم.

رد الصليب
لكن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب إياد نصر أكد من جانبه أن منظمته تعمل جاهدة لإعادة الزيارات إلى ما كانت عليه بالسابق قبل المنع.
وذكر أن رئيس اللجنة يضع موضوع إعادة الزيارات لأهالي الأسرى ضمن برنامج عمله مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشيراً إلى أن الصليب يرسل بقوائم الأسر التي تود زيارة أبنائها ولكنها تقابل بالرفض من قبل تل أبيب.
وأشار بحديث للجزيرة نت، إلى أن الجانب الإسرائيلي يدعي أن منع الزيارات يعود لأسباب أمنية "لكنها في حقيقة الأمر حجج واهية عبرنا عن رفضها مراراً من جانبنا، ونحن نعي تماماً أن هذه الأسباب والإجراءات غير إنسانية وغير منطقية على الإطلاق".
وأضاف: وجود هؤلاء الأسرى بالسجون الإسرائيلية غير مقبول قانونياً، إذ أن القانون الدولي وفقاً للمادة 49 لاتفاقية جنيف الرابعة، يحظر على الدولة المحتلة اعتقال أبناء منطقة محتلة خارج حدود المنطقة التي يوجد فيها أهلهم وذووهم.