بحرية الصين توق للماضي وإبحار للمستقبل

24/4/2009
عزت شحرور-بكين
أحيت الصين الذكرى الستين لتأسيس قواتها البحرية باحتفالات غير مسبوقة عدها مراقبون استعراضا واضحا للقوة العسكرية الصينية أزاحت فيه الستار ولأول مرة في تاريخها عن غواصتين نوويتين هما (المسيرة الكبرى 6) و(المسيرة الكبرى 3) وذلك قبالة مدينة تشينغ داو في إقليم شان دونغ على الساحل الشرقي للبلاد.
وشارك في الاستعراض أيضا غواصتان أخريان هما (السور العظيم 218) و(السور العظيم 177) إضافة إلى 25 سفينة بحرية و31 طائرة تابعة للبحرية الصينية، ويشارك في هذه الاحتفالات 21 سفينة بحرية أجنبية من 14 بلدا بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والهند ووفود أخرى من نحو 30 دولة.
وفي افتتاحه للاحتفالات والاستعراضات العسكرية التي ستستمر أربعة أيام أكد الرئيس الصيني هو جينتاو الذي يرأس أيضا اللجنة العسكرية المركزية "أن القوات المسلحة الصينية بما فيها القوى البحرية ستبقى دائما قوة هامة معنية بحماية السلم والأمن العالمي".
وأضاف أن بلاده "لن تشكل أبدا تهديدا للبلدان الأخرى كما أنها لن تسعى إلى الهيمنة أو التوسع العسكري ولن تخوض في سباقات تسلح مع الدول الأخرى".
من جهته دعا الأدميرال وو شنغ لي قائد القوات البحرية الصينية بلدان العالم إلى العمل معا لمواجهة "التحديات الدولية المشتركة كالقرصنة والإرهاب والانفصال والتطرف (..) تحت مظلة الأمم المتحدة وبإشرافها".
إعلان
مكافحة القرصنة
وشاركت الصين مؤخرا ولأول مرة في تاريخها بإرسال قوة بحرية قوامها مدمرتان وسفينة إسناد لمكافحة عمليات القرصنة قبالة السواحل الصومالية.

ويرى مراقبون أن هذا الاستعراض الذي يعد الأضخم في تاريخ البحرية الصينية يعكس الاهتمام الذي باتت توليه الصين مؤخرا لقواتها البحرية.
وأشاروا إلى أن ذلك يظهر التحول الواضح في الإستراتيجية العسكرية الصينية (من حماية الحدود إلى حماية المصالح) ويفسر أيضا الأسباب التي تقف وراء قرار الحكومة الصينية الشروع ببناء أول حاملة طائرات صينية.
وأشار ليانغ يو شيانغ أستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين للجزيرة نت "إنه مع اتساع رقعة المصالح الصينية عبر المحيطات سواء في المياه القريبة كقضايا الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أو بما يخص المصالح التجارية الصينية أو بما يتعلق بتنامي أهمية أمن الطاقة جميعها باتت تفرض تطوير القوة البحرية الصينية وإعدادها لتكون جاهزة لأي مواجهة محتملة ليس فقط بمحاذاة السواحل الصينية ولكن أيضا في أعالي البحار".
قوة رائدة
ويعتقد مراقبون عسكريون أن القوات البحرية الصينية التي تضم قرابة ربع مليون جندي وتمتلك حوالي عشر غواصات نووية وستين سفينة وعشرات المدمرات والآليات الحديثة باتت تعد قوة آسيوية وإقليمية رائدة وبأنها أصبحت أكثر ثقة بنفسها خاصة بعد قيام سفن صينية باعتراض سفينة أميركية في بحر الصين الجنوبي في مارس/ آذار الماضي بحجة قيامها بأعمال استفزازية.

واختيار مدينة تشينغ داو لإقامة هذه الاحتفالات والاستعراضات العسكرية بدلا من مدينة تايجو آنفة الذكر فرضته أسباب ودواعي تبدو رمزية وتاريخية.
إعلان
ذكرى خاصة
فالمكان الحالي يعيد إلى الأذهان الهزيمة النكراء والإذلال الذي تعرض له الأسطول الصيني الذي كان يعد الأقوى في آسيا على يد القوات اليابانية الغازية في ربيع العام 1895.
المصدر : الجزيرة