مخاوف بالموصل لانفصال ثلاث مناطق وانضمامها لكردستان

22/4/2009

الجزيرة نت-الموصل
يعيش الموصليون هذه الأيام حالة من الترقب والخوف خشية انفجار الأوضاع الأمنية المضطربة أصلا على خلفية القرار الذي اتخذه ثلاثة مسؤولين إداريين كبار في محافظة نينوى (550 كلم شمال بغداد) بإعلانهم انفصال مناطق سنجار ومخمور وشيخان وانضمامها إلى إقليم كردستان العراق الذي يتألف من ثلاث محافظات هي دهوك وأربيل والسليمانية.
وغالبية سكان الأقضية التي أعلنت انفصالها من الأكراد إلا أنها تقع ضمن الحدود الإدارية لمدينة الموصل. وجاء الانفصال على خلفية نتائج انتخابات المجالس المحلية للمحافظات التي جرت يوم 30 يناير/كانون الثاني الماضي وأسفرت عن فوز "قائمة الحدباء" العربية التي يترأسها أثيل النجيفي بحصولها على 19 مقعدا, فيما حصلت قائمة "نينوى المتآخية" الكردية على المرتبة الثانية بـ12 مقعدا.
وبمجرد تسلم النجيفي منصبه محافظا لمدينة الموصل, أعلنت الأقضية الثلاثة انفصالها وانضمامها إلى كردستان العراق.

اتهام ودعوة
وقال عضو البرلمان وعضو مجلس محافظة نينوى عن قائمة الحدباء أحمد ريكان الجربا للجزيرة نت إن إعلان المسؤولين الإداريين الانفصال عن الموصل يجعل الأوضاع في كافة مناطق المحافظة في أعلى درجات الخطر.
واتهم الجربا الأطراف التي أعلنت انفصالها بالسعي إلى إرباك الأوضاع التي قال إنها تسير نحو الأفضل, وحذر من أن هذا الإجراء "يفتح الباب أمام تدخلات خارجية", دون الإشارة إلى الدولة المقصودة بذلك, إلا أن المراقبين يعتقدون أن الحكومة التركية قد تتخذ موقفا حازما من هذه الخطوة.
إعلان
ودعا الجربا الحكومة والبرلمان إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق الذين أعلنوا انفصال أقضيتهم عن الموصل, محذرا من استمرار الصمت إزاء ذلك "يفتح الباب أمام المزيد من التشرذم وتقسيم البلاد".

إجراءات وتحذير
من جهته أكد محافظ الموصل الجديد أثيل النجيفي في تصريح للجزيرة نت أنه ستتم إحالة الذين أطلقوا تصريحات الانفصال إلى الجهات القانونية لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم.
وحذر النجيفي من استمرار تحريض المواطنين باتجاه إثارة الفتنة العرقية في العديد من مناطق الموصل, متهما الأطراف التي أعلنت الانفصال "بالعمل لصالح أحزاب معروفة"، في إشارة إلى الحزبين الكرديين الرئيسيين وهما الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يترأسه مسعود البارزاني ويترأس في الوقت نفسه حكومة إقليم كردستان.
ويشار إلى أن قوات البشمركة الكردية هي التي تسيطر على الأوضاع الأمنية في أقضية سنجار ومخمور وشيخان حيث إن الأجهزة الأمنية في الموصل غير قادرة على فرض سيطرتها على هذه الأقضية, وذلك حسب التقسيمات العرقية والطائفية المعمول بها منذ عام 2003.
لكن النائب في البرلمان عن مدينة الموصل أسامة النجيفي قلل من إعلان الانفصال، وقال للجزيرة نت إن "الأمر قد جرى في حدود المسؤولية الإدارية لهذه الأقضية وإن إيجاد حل لها ليس بالأمر الصعب".
ويترقب الموصليون تطورات الأحداث, ورغم المخاوف الواسعة من احتمالات حصول صدامات بين الأجهزة الأمنية الحكومية وقوات البشمركة التي تنتشر بكثافة في مناطق في الموصل, فإن حالات نزوح أو هجرة لم ترصد حتى الآن في الموصل التي تعيش وضعا أمنيا قلقا, ما دفع بقائد القوات الأميركية في المدينة إلى التصريح قبل أيام باحتمال بقاء قواته في المدينة فترة أطول.
المصدر : الجزيرة