الصين تواصل جني المكاسب من الحرب على الإرهاب

عزت شحرور-بكين
رحبت الصين بقرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على زعيم الحزب الإسلامي لتركستان الشرقية المعروف باسم عبد الحق بتجميد حساباته وحظر عقد صفقات تجارية معه.
كما تعهدت بكين على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها بتعزيز الجهود الدولية لمكافحة ما يسمى بالإرهاب على أساس التعاون المتكافئ والمنفعة المشتركة، معتبرة "أن محاربة الحزب الإسلامي لتركستان الشرقية يعد جزءا هاما في الحرب على الإرهاب، وفق وصفها.
وأضافت "المدعو عبد الحق هو الزعيم الرئيس وأحد القيادات الهامة في الحزب الإسلامي لتركستان الشرقية، وقد أدرج في قائمة الأمم المتحدة للشخصيات الإرهابية بعد أن ثبت تورطه في تجنيد إرهابيين والتخطيط لأنشطة إرهابية أدت لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين الصينيين وتدمير ممتلكات عامة خاصة قبيل وأثناء دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها الصين العام الماضي.
ويرى لي وي مدير مركز الدراسات الصينية لمكافحة الإرهاب أن الخطوة الأميركية تؤكد أن إدارة الرئيس باراك أوباما تفضل التعاون مع الدول الأخرى لمكافحة الإرهاب بدلا من تحمل أعباء ذلك منفردة.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد اتخذت هذا الإجراء بعد قرار اللجنة 1267 التابعة لمجلس الأمن الدولي بإدراج اسم عبد الحق على قائمتها للأشخاص المرتبطين بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وحركة طالبان ويخضعون لعقوبات من جانب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

ويعتقد أن عبد الحق قد تولى قيادة الحزب الإسلامي لتركستان الشرقية بعد مقتل حسن معصوم القائد السابق للحزب والمعروف باسم "أبو محمد التركستاني" على يد الاستخبارات الباكستانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2003. كما يعتقد أيضا أن عبد الحق أصبح عضوا في مجلس شورى القاعدة منذ العام 2005.
الصين والإرهاب
وكانت الصين قد نجحت في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول وانخراطها في الحرب على ما يسمى الإرهاب بإدراج حركة تحرير تركستان الشرقية ومنظمات أخرى على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية، ما جنبها انتقادات منظمات حقوقية دولية ومنحها فرصة لتشديد قبضتها على إقليم شينغيانغ ذي الأغلبية الإيغورية المسلمة حيث تطالب بعض منظماته بالاستقلال والانفصال عن الصين لإعادة تأسيس جمهورية تركستان الشرقية.
ويرى محللون صينيون مهتمون بشؤون الجماعات الإسلامية أن الحزب الإسلامي ما هو إلا اسم آخر يستخدم غطاء لحركة تحرير تركستان الشرقية بعد إدراج الأخيرة على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية.
وفي ظل خشية دول كثيرة من استفزاز الصين يبقى أكثر من 11 من مواطني الإقليم المفرج عنهم من معتقل غوانتنامو ينتظرون مصيرا مجهولا حيث تصر السلطات الصينية على ضرورة عودتهم إلى الصين لمحاكمتهم بتهمة الإرهاب.
ويشهد إقليم شينجيانغ توترا دائما منذ تم ضمه إلى جمهورية الصين الشعبية عام 1949. ويعد إلى جانب تايوان والتيبت من أهم القضايا التي تؤرق الحكومات الصينية المتعاقبة وتوليه الصين أهمية إستراتيجية كبرى حيث يشكل بمساحته التي تتجاوز 1.8 مليون كيلومتر مربع سدس مساحة الصين الإجمالية ويحتوي على احتياطي هائل جدا من النفط والفحم الحجري واليورانيوم وثروات طبيعية أخرى.
وهو الأمر الذي حدا بالصين للسعي لتأسيس منظمة تعاون شنغهاي التي تضم إلى جانب روسيا أربع دول من آسيا الوسطى هي كزخستان وطاجيكستان وأوزباكستان وقرغيزيا وجميعها محاذية للإقليم وتضع دول المنظمة التعاون الأمني أحد أهم أهدافها في محاربة ما اتفقت على تسميته بالشرور الثلاثة، الإرهاب والانفصال والتطرف الديني، وهي صفات ترى الصين أنها تنطبق تماما على حركات ومنظمات الإقليم التي تطالب بالاستقلال.