الأسرى الفلسطينيون المرضى معاناة لا تنتهي

22/4/2009
أحمد فياض-غزة
شددت جمعية حقوقية تهتم بمتابعة أوضاع الأسرى داخل السجون الإسرائيلية على أن سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين تسببت في تردي أوضاعهم الصحية بشكل ملحوظ في العامين الأخيرين.
وأكدت جمعية واعد للأسرى والمحررين التي تنشط بقطاع غزة في تقرير لها بهذا الصدد أن الإهمال الطبي في العامين المذكورين تسبب في وفاة خمسة أشخاص، وألحق أضرارا صحية دائمة ومؤقتة لا زالت ترافق الأسرى داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية.
ويوضح تقرير واعد أن الأسرى لا يخضعون عند دخولهم للسجون لفحص طبي حقيقي، وتكتفي إدارات السجون بالفحص شكليا، حيث يسأل الأسير من خلاله عن صحته شفويا، ونادرا جدا ما يخضع لفحص سريري حقيقي من طبيب.
كما لفت التقرير إلى أن غالبية الأسرى من ذوي المحكوميات العالية لم يحظوا بفحص طبي شامل، رغم مرور أكثر من 15 عاما على أسرهم، ولم تلمس أيادي الأطباء أجساد الكثير منهم.
وذكرت الجمعية في تقريرها الذي استندت في كثير من تفاصيله إلى الهيئة القيادية العليا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السجون الإسرائيلية، أن طبيب السجن أو المضمد يصفان الدواء لبعض الأسرى المرضى دون إجراء أي فحص طبي لهم، مشيرة إلى أن أطباء السجون كثيرا ما يعطون الأسرى عقاقير عشوائية، ما عرض حياة الكثير للخطر وتسبب في مضاعفات خطيرة أدت إلى إصابتهم بأمراض مزمنة.
إعلان
آهات ولا مجيب
وأضافت أن مشكلة الإهمال الطبي تبرز جليا في الحالات المرضية الطارئة والمستعجلة، حيث يصرخ الأسير المريض من شدة الألم ومن حوله الأسرى لمناداة السجان الذي يأتي في العادة متباطئا ليسأل عن السبب ليتوجه بعدها للاتصال بالمضمد في عيادة السجن، وهذا يسأل بدوره عبر الهاتف عما يعانيه الأسير، وحينها يقرر إرسال حبة دواء مهدئة مع أحد السجانين، أو القدوم بنفسه إذا كانت الحالة مستعصية.
وأضافت أن مشكلة الإهمال الطبي تبرز جليا في الحالات المرضية الطارئة والمستعجلة، حيث يصرخ الأسير المريض من شدة الألم ومن حوله الأسرى لمناداة السجان الذي يأتي في العادة متباطئا ليسأل عن السبب ليتوجه بعدها للاتصال بالمضمد في عيادة السجن، وهذا يسأل بدوره عبر الهاتف عما يعانيه الأسير، وحينها يقرر إرسال حبة دواء مهدئة مع أحد السجانين، أو القدوم بنفسه إذا كانت الحالة مستعصية.
" |
ويذكر التقرير أن قدوم المضمد إلى الأسرى المرضى لا يكون إلا في الحالات الصعبة، وبعد مرور وقت طويل، وبعدها يقرر إخراج الأسير لعيادة السجن من عدمه، وفي حال السماح بخروجه فإن الأمر يلزمه في كثير من الأحيان استدعاء الضابط المناوب ومعه عدد من السجانين لحراسته وهكذا تمر الساعات دونما فعل أي شيء عملي لمعالجة الأسير المريض.
ويزداد الأمر صعوبة -حسب التقرير- إذا ما طرأ الحدث في ساعات المساء حيث أقسام السجون مغلقة، وفتح باب إحدى الغرف لإخراج المريض تحتاج إلى سلسلة طويلة من الاتصالات والموافقات، ما يعرض حياة الأسير المريض لخطر حقيقي قد يؤدي إلى الوفاة أحيانا، ولمضاعفات خطيرة أحيانا أخرى.
عقبات
من جانبها أكدت رئيسة قسم متابعة الأسرى المرضى في جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية ليت فين أن الأسرى الفلسطينيين المرضى يواجهون عقبات كبيرة قبل وصولهم إلى الطبيب المعالج في عيادات السجون الإسرائيلية.
من جانبها أكدت رئيسة قسم متابعة الأسرى المرضى في جمعية أطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية ليت فين أن الأسرى الفلسطينيين المرضى يواجهون عقبات كبيرة قبل وصولهم إلى الطبيب المعالج في عيادات السجون الإسرائيلية.
وأضافت في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت أن جوهر مشكلة الأسرى المرضى نابع من عدم وجود جهاز رقابي على أداء إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التي لا تولي أهمية كبيرة لمتابعة الأوضاع الصحية للأسرى.
وأشارت أيضا إلى أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تختلق الحجج والذرائع الكاذبة لمنع الكثير من الأسرى الفلسطينيين من الالتقاء بأطباء متخصصين أو إجراء فحوص طبية في عيادات خارج السجن.
إعلان
المصدر : الجزيرة