مشرد غزة.. يسكن كوخا ويوفر لعلاج عين ابنه

21/4/2009
أحمد فياض-خانيونس
في غرفة صغيرة من الصفيح يستر محيطها قطع من القماش والكرتون المقوى، استقرالمقام أخيراً بأسرة المشرد أنور أبو سبت (42 عاماً) على مقربة من منطقة زراعية جنوب غرب قطاع غزة تنتظر اللحظة التي سيعاد فيها إعمار منزلها الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي إبان الحرب على غزة.
يقول أبو سبت "لم يكن هدم الاحتلال للمنزل الذي كان يؤوي والدتي وزوجتي وأبنائي الستة بالحدث الهيّن على نفسي لأنه تدميره كان بمثابة الإجهاز على آخر حصن كنا نستتر خلف جدرانه من العوز والفاقة الذي أصاب العائلة منذ توقفي عن العمل تزامناً مع تشديد الحصار الإسرائيلي على القطاع قبل ثلاث سنوات".
وتابع "لم نتمكن قبل أن تشرع قوات الاحتلال بهدم منزلنا من اصطحاب أي من مقتنياته سوى ما يستر أجسادنا والماعز التي بتنا نقتات على ما يخرج من ضرعها من حليب إلى جانب المساعدات الغذائية الأخرى التي تقدمها لنا الجمعيات الخيرية المحلية".
حلم المأوى
وأضاف "قبل هدم المنزل كنا نعيش على أمل تحسن الظروف المعيشية التي تحيط بنا، وجل ما كان يشغل بالنا هو تحسن أوضاعنا على مستوى المآكل والمشرب، ولكن اليوم بعد أن تبدلت نظرتنا للحياة، ولم نعد نتمنى سوى أن نعود إلى بيت يقينا برد الشتاء وحر الصيف القادم" .
وبينما كان المشرد الفلسطيني يتحدث عن أوضاعه المعيشية، إذ بابنه البكر كايد الذي يبلغ أحد عشر عاماً يدخل باحة المأوى الجديد، وفي يده إناء ثقيل من ماء، وعلى وجهه علامات التعب.

وحينها قطع الأب حديثه ونظر إلى ابنه نظرة استعطاف ثم استأنف كلامه قائلاً "انظر إلى أين وصل بنا الحال، أعادنا الاحتلال إلى الحياة البدائية بكافة تفصليها، فبدل أن ننعم بماء الصنبور، بتنا نسير أكثر من ألف متر بغية توفير الماء، وبدل إنارة الكهرباء بتنا نعتمد على مصباح الكيروسين".
إعلان
وعند سؤاله عن الأسباب الذي دعته للولوج إلى غرفة صفيح مع أن الحكومة الفلسطينية المقالة وفرت لكل مشرد مبلغا من المال يكفي لاستئجاره منزلا يضم كافة المستلزمات لمدة عام، أخفض رأسه قائلا "كل صباح أتمزق من شدة الألم حين يقف أولادي ليأخذوا مصروفهم، وأرد "ليس معي ما أعطيكم إياه من المال، فينصرفون وهم خافضي الرؤوس، وكل هذا من أجل الإبقاء على ما حصلت عليه من مال لتوفيره تكاليف عملية جراحية لعين ابني إبراهيم".
المصدر : الجزيرة