زعيم باكستاني يحذر الحكومة من عدم تطبيق الشريعة

حركة تطبيق الشريعة تطالب الحكومة والمحامين بتطبيق الشريعة في القضاء - أحمد بركات - وادي سوات 2009/4/19

حذر زعيم ومؤسس حركة تنفيذ الشريعة في وادي سوات صوفي محمد الحكومة الباكستانية من الإخلال بالاتفاق الذي وقعه معها من أجل تطبيق الشريعة في هذه المنطقة الواقعة شمال غرب البلاد.

ورفض صوفي -في كلمة له أمام حشد ضم عشرات الآلاف بمدينة منغورا كبرى مدن وادي سوات- الأحكام والقرارات التي تصدرها المحكمة العليا والمحاكم المدنية الباكستانية، داعيا إلى الإسراع في تطبيق نظام القضاء الشرعي.

وقال -في الحشد الذي التأم احتفاء بمصادقة الحكومة على نظام القضاء الشرعي- إن المحكمة العليا والمحاكم الأخرى والمحامين "لا يطبقون الشريعة في أحكامهم، لذا نرفضهم ونرفض قراراتهم ونريد تطبيق دستور باكستان الذي ينص على أن القرآن والسنة هما أعلى قانون في باكستان".

الغارات الجوية الأميركية بوزيرستان تودي بحياة الكثير من المدنيين (الفرنسية-أرشيف)
الغارات الجوية الأميركية بوزيرستان تودي بحياة الكثير من المدنيين (الفرنسية-أرشيف)

ومن جهته أكد عضو مجلس شورى الحركة محمد إقبال في تصريح لقناة الجزيرة أن الحكومة "أعلنت على الملأ قبولها تطبيق الشريعة في سوات وملكند وعليها الالتزام بما اتفق عليه"، مضيفا أن "أي قوانين تخالف الشريعة تعتبر لاغية".

وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري قد وقع يوم الاثنين الماضي أمرا بتطبيق القضاء الشرعي في وادي سوات، وهو ما أثار غضب الولايات المتحدة الأميركية وردود فعل سلبية من حكومة أفغانستان.


غارة أميركية
وعلى الصعيد الميداني قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجروح في غارة نفذتها على منطقة وزيرستان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان طائرة بدون طيار يشتبه في أنها أميركية.

وقال مسؤولون أمنيون إن الغارة استهدفت معسكرا لمسلحين من حركة طالبان باكستان، في حين ذكر سكان من المنطقة أن المكان كان خاليا من أي مسلحين لحظة قصفه.

وجاءت هذه الغارة بعد يوم من مقتل 27 جنديا واثنين من المارة في تفجير انتحاري استهدف يوم السبت قافلة عسكرية في شمال غرب البلاد، حيث أعلنت حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن الحادث واعتبرته ردا على الهجمات التي قالت إن الطائرات الأميركية بدون طيار تشنها على المنطقة.

وأعلنت الشرطة الباكستانية أن ما بين 200 و250 كيلوغراما من المتفجرات استعملت في تفجير أمس الذي وقع بمنطقة "هنغو"، وأدى كذلك إلى إصابة ما يقرب من 30 شخصا فضلا عن تدمير سبع سيارات عسكرية وسيارة مدنية.


 نواز شريف قال إن الغارات على القبائل تثير كراهية الباكستانيين لأميركا (الجزيرة-أرشيف)
 نواز شريف قال إن الغارات على القبائل تثير كراهية الباكستانيين لأميركا (الجزيرة-أرشيف)

كراهية أميركا
وفي السياق نفسه قال رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق نواز شريف يوم أمس الأحد إن الغارات الأميركية على مناطق القبائل بباكستان تثير الكراهية للولايات المتحدة في أوساط الشعب الباكستاني.

وأكد شريف -خلال استقباله وفدا من الكونغرس الأميركي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب هوارد برمان- أن العلاقات الباكستانية الأميركية يجب أن تكون على قدم المساواة، مضيفا أن على واشنطن أن تأخذ مشكلات باكستان الاقتصادية والاجتماعية بعين الاعتبار لدى وضع سياسات محاربة الإرهاب.

وبدورها دعت أحزاب سياسية في باكستان الحكومةَ إلى الانسحاب من التحالف الدولي المناهض لما يسمى الإرهاب، حيث اعتبرت أن الغارات الأميركية على منطقة القبائل تعد بمثابة إعلان حرب على باكستان.

وأعلن المجتمعون عن بدء تحرك شعبي في كل مدن باكستان اعتبارا من يوم الجمعة المقبل، وهددوا بتسيير مظاهرة حاشدة نحو العاصمة إسلام آباد، إن لم تتحقق مطالبهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات