مقاربة سورية لبنانية لنقد علاقات البلدين

19/4/2009
محمد الخضر-دمشق
اختتم مؤتمر العلاقات السورية اللبنانية أعماله أمس السبت بالتأكيد على أن الأجواء القائمة بين البلدين لا تخدم إلا أعداءهما في وقت شهدت فيه الجلسة الختامية تناولا سياسيا مكثفا لواقع العلاقات خلافا لجلسات الأيام الأربعة السابقة التي ركزت على تناول تاريخي للعلاقات منذ نهاية القرن التاسع عشر.
وشارك في المؤتمر عشرات الباحثين والمفكرين من البلدين وعقد برعاية سورية رفيعة المستوى تمثلت بحضور نائبة الرئيس الدكتورة نجاح العطار.
وتركزت جلسة اليوم الختامي على الرؤى المستقبلية للعلاقات السورية اللبنانية وهو ما اعتبره كثير من المشاركين جوهر المؤتمر.

عقلنة العلاقات
ورغم العمومية التي اتسم بها البيان الختامي فإن المشاركين أكدوا أهمية المؤتمر في التصدي لموضوع شائك بقي حتى الآن بعيدا عن البحث والنقاش.
ووصف الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة المؤتمر بأنه إحدى المحطات في موضوع التفكير العاقل وعقلنة العلاقات بين قادة الرأي والثقافة.
وتابع في تصريح للجزيرة نت "أردنا أن نستخرج الدروس المهمة والغنية من الماضي والتعاطي بعقل مع ما يمكن أن يشذب من العثرات في علاقاتنا".
ورفض سماحة الحديث عن لون سياسي معين في الفعالية، موضحا أن لبنان حضر في المؤتمر ليس بألوانه السياسية وإنما بأصالة انتمائه إلى تاريخه وقضاياه وكيفية التعاطي مع التحديات في المنطقة.
إعلان
وشهد اليوم الختامي نقاشا ساخنا وجريئا مع تقديم الأكاديمي اللبناني عصام خليفة جملة ملاحظات -بحضور الدكتورة العطار- أبرزها ترسيم الحدود بين البلدين وحل قضية المسجونين في المعتقلات السورية وإعادة النظر في عملية التجنيس، مشيرا إلى تجنيس نحو 450 ألف سوري بالجنسية اللبنانية.

أنموذج لبناني سوري
ورأى الباحث سركيس أبو زيد أن تلك الطروحات مهمة جدا وتشكل مقاربة جديدة لطرح علاقات البلدين ضمن ما يعرف تاريخيا ببلاد الشام.
وأضاف للجزيرة نت أن "الهدف دوما من خلال هذا الحراك هو بناء أنموذج لبناني سوري لإطلاق نهضة عربية جديدة"، داعيا إلى إقامة العلاقات على قاعدة المصالح الاقتصادية والمجتمعية وخاصة بين المجتمعين الأهليين.
وحذر أبو زيد من الركون إلى خلافات الماضي ودعا لإجراء نقد ذاتي لتجربة العلاقات تنتهي بوضع صورة جديدة لها.
وبدوره أكد رئيس مركز الشرق للدراسات الإستراتيجية بدمشق الدكتور سمير التقي أن الجلسات جرت بروح عالية من المحبة والحرص على إزالة الشوائب من العلاقات.
وقال للجزيرة نت "إن مستوى الحوار والنقاش النقدي يؤسس ليس فقط لمعالجة الحساسيات السابقة بل أيضا لفتح المجال لبناء علاقات مستقبلية سليمة بين البلدين".
وبدوره رأى الباحث السوري الدكتور طالب إبراهيم أن هذه المؤتمرات قادرة على مراجعة جادة وعميقة للعلاقات.
وأوضح للجزيرة نت "أن المثقفين قادرون على وضع تصورات للوضع الذي يجب أن تكون عليه العلاقات". وأكد أن الآراء التي طرحت في المؤتمر الأول مهمة من أجل معالجة الفترة الماضية.
المصدر : الجزيرة