متضامنون أجانب يتحملون قساوة الحياة أسوة بالفلسطينيين

مسكن المتضامنين الأجانب
عوض الرجوب-الخليل
 
لم تمنع بعد المسافات وقساوة الحياة بجوار المستوطنات بالضفة الغربية، أنصار الحرية والمتضامنين الأجانب من الوصول إلى نقاط الاحتكاك مع المستوطنين وجيش الاحتلال، والتصدي (أسوة بالفلسطينيين) للاعتداءات المستمرة.
 
وترك العشرات من المتضامنين نمط الحياة الغربية والرفاهية، ليعيشوا مع الفلسطينيين حياة شبه بدائية، ويتحملوا المخاطر التي يشكلها المستوطنون على حياتهم، متسلحين بجنسياتهم وما يحملون من كاميرات، عسى ذلك أن يخفف عن السكان الفلسطينيين بعضا من آلامهم.
 
وتشكل قرية التواني جنوب الخليل بالضفة بمحاذاة مستوطنة ماعون نموذجا حيا لصبر المتضامنين الأجانب، وإخلاصهم في مساعدة السكان والمزارعين الفلسطينيين، والتصدي لهجمات المستوطنين غير المنتهية.
 
حياة صعبة
على بعد نحو 30 كلم جنوب مدينة الخليل، يشارك أربعة من بين 13 متضامنا بمحافظة الخليل، سكان القرية في تفاصيل الحياة، فهم يشاركونهم في رعي الأغنام، وحرث الأرض وتقليم الأشجار وحصد المزروعات.
 
وتكمن أهمية دور المتضامنين في توثيق الانتهاكات بحق السكان الفلسطينيين سواء من قبل المستوطنين أو جيش الاحتلال، وينقلون هذه المعاناة إلى بلدانهم ووسائل إعلامهم باللغة الإنجليزية ، كما أن وجودهم يساعد في تخفيف الاعتداءات.
إعلان
 
ليس هذا فقط، بل قام المتضامنون خلال سنوات بإنشاء موقع إلكتروني باسم قرية التواني يقومون بتحديثه باستمرار وفق التطورات الميدانية بالقرية.
 
.. ويساعدون تلاميذ المدارس في تفادي اعتداءات المستوطنين (الجزيرة نت)
.. ويساعدون تلاميذ المدارس في تفادي اعتداءات المستوطنين (الجزيرة نت)

وبجهودهم  (حسب بعض السكان) أصبحت القرية معروفة في بعض البلدان الغربية أكثر من فلسطين نفسها، حتى إن مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير قام قبل أسابيع بزيارتها والاطلاع على معاناة السكان.

 
ويمنع سكان التواني من البنية التحتية، وشبكات الكهرباء والماء والهاتف، كما يمنعون من بناء البيوت ويضطرون للعيش في كهوف أو سقائف قديمة شيدت قبل عام 1967، أو بيوت شيدت دون ترخيص وتسلمت إخطارات بالهدم.
 
من الصعب أن يعيش الإنسان بهذه الظروف، وبما أن أهلها يتحملون كل هذه المتاعب، فسنتحمل المعاناة معهم. هكذا تقول المتضامنة الأميركية جوي ألسون التي تعيش مع السكان نفس المعاناة منذ نحو عام.
 
برنامج عمل
وتقيم ألسون وزملاؤها بغرفة صغيرة مسقوفة بالقصدير، ولديهم برنامج عمل يومي يوزعونه فيما بينهم، فمنهم من يرافق طلبة المدارس ساعات الصباح والظهيرة، ومنهم من يرافق رعاة الأغنام، ومنهم من يرافق المزارعين، وفي المساء يعودون إلى مقر إقامتهم استعدادا لليوم التالي.
 
وتضيف المتضامنة الأميركية أن السكان الفلسطينيين "يتعرضون بهذه المنطقة لهجوم مستمر من قبل المستوطنين، ويتعرضون للملاحقة بقريتهم وأراضيهم الزراعية وأثناء رعي أغنامهم، وتم تسميم بئر الماء الوحيدة بالقرية".
 
ليس هذا فقط (تقول ألسون) "فهناك أناس بالغون كبار في السن من المستوطنين يقومون بمهاجمة أطفال المدارس الصغار أثناء الذهاب إلى المدرسة والعودة منها، يضربونهم ويطاردونهم ويلاحقونهم بالحجارة وبأيديهم ويتكلمون معهم بألفاظ نابية ويسرقون حقائبهم رغم وجود الجيش".
 

 العدرة أكد مواجهة السكان لمحاولات الترحيل الإسرائيلية (الجزيرة نت) 
 العدرة أكد مواجهة السكان لمحاولات الترحيل الإسرائيلية (الجزيرة نت) 

اندماج 

وتعلمت المتضامنة الأميركية خلال وجودها بالقرية العربية وتمارس مع زملائها حياتهم بشكل يشبه إلى حد كبير حياة السكان، مما جعل الكثيرين يثقون بهم ويتوجهون إليهم خلال التعرض لأي مشكلة.
إعلان
 
ويقول المواطن سليمان العدرة إن المتضامنين يساعدونهم في تنقل طلاب المناطق النائية المجاورة من وإلى المدرسة الأساسية الوحيدة بالقرية، لحمايتهم من المستوطنين.
 
وأضاف للجزيرة نت أنهم (المتضامنين) يعيشون حياة السكان بتفاصيلها، ويوثقون ما يتعرضون له من انتهاكات، ويشاركونهم بكل المناسبات، ويحرصون على مرافقة رعاة الأغنام والمزارعين بالمناطق القريبة من مستوطنة ماعون المقامة على أراضيهم.
 
وذكر العدرة أن جيش الاحتلال والمستوطنين حاولوا تهجير السكان بكل الوسائل مشيرا إلى أنهم لم يترددوا في تسميم الأغنام وبئر للمياه، وإبادة المزروعات، وإخطار العيادة الوحيدة بالقرية وغرفة مولد الكهرباء بالهدم "بهدف إجبارنا على الرحيل وإتاحة المجال للمستوطنات للتوسع على حساب أراضينا، لكن هذا لن يحدث بإذن الله".
المصدر : الجزيرة

إعلان