السفارة الليبية بالرباط تتهم صحفيين مغاربة بإهانة القذافي

صورة لمكتب الأخوة العربية التابع للسفارة الليبية
مكتب الأخوة العربية التابع لسفارة الجماهيرية بالرباط (الجزيرة نت) 

الحسن سرات-الرباط

 
قال صحفيون مغاربة إنهم فوجئوا باستدعاءات وجهت لهم من قبل سلطات الأمن لم يعرفوا لها سببها في البداية، كما روى ذلك للجزيرة نت كل من مدير يومية الجريدة الأولى علي أنوزلا، وكذلك يونس مسكين الصحفي في يومية أخبار اليوم اليومية.
 
وقد تبين فيما بعد (حسب هؤلاء الصحفيين) أن الأمر يتعلق بشكوى تقدمت بها سفارة الجماهيرية الليبية بالرباط تتهم فيها الصحفيين المعنيين بإهانة العقيد معمر القذافي.
 
وذكر مسكين أن ورقة الاستدعاء لم تحمل أي توضيحات بشأن سبب الاستدعاء أو موضوع التحقيق "لأكتشف باليوم التالي أن الأمر لا يتعلق بي وحدي بل مجموعة كبيرة من الصحفيين ومديري النشر، بسبب كتابات حول القذافي".
 
شكاوى ضد صحف
وكان مكتب الأخوة العربية التابع لسفارة طرابلس بالرباط قد قدم شكوى لدى وكيل الملك ضد ثلاث صحف مغربية هي المساء والجريدة الأولى والأحداث المغربية، يتهمها فيها بالحط من كرامة الزعيم القذافي والتحامل عليه.
مسكين قال إنه حقق معه بسبب حوار تضمن مقارنة بين شافيز والقذافي (الجزيرة نت)
مسكين قال إنه حقق معه بسبب حوار تضمن مقارنة بين شافيز والقذافي (الجزيرة نت)

وذكر مسكين أيضا أنه شعر بالدهشة حين علم أن سبب التحقيق يعود
لمقال كتبه منذ شهرين في المساء "لا يتعلق بالرئيس الليبي ولا الجماهيرية الليبية بل مقال تحدثت فيه عن بعض الخلفيات الكامنة وراء قرار المغرب نقل سفارته من فنزويلا".

 
وأضاف أنه أجرى حوارا مع الوزير السابق للاتصال محمد العربي المساري بصفته متخصصا في موضوع الصحراء والعلاقات مع دول الجوار، فصرح له أن "الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز له مواقف طفولية تشبه مواقف الرئيس الليبي معمر القذافي خاصة ما يتعلق بالموقف من الولايات المتحدة الأميركية".
إعلان
 
أما أنوزلا فأوضح للجزيرة نت أنه نشر مقالا افتتاحيا في فبراير/ شباط من العام الماضي بعنوان "المغرب العربي ونحن" ذهب فيه إلى أن "غياب الديمقراطية ببلدان المغرب العربي هو السبب الرئيس في فشل الوحدة بين هذه البلدان". واعتبر أن وصفه "استيلاء القذافي على الحكم بالانقلاب" هو سبب المتابعة، في حين أن المسؤولين الليبيين "يصفونها بالثورة".
 
تحقيق تمهيدي
وحسب مسكين، فإن التحقيق معه لم يستغرق مدة طويلة، وقال إن الضابط الذي وجه إليه ثلاثة أسئلة تدور حول رأيه في العبارة التي ورت بالحوار، وقالت شكوى السفارة إنها تمثل قلة احترام للرئيس. واعتبر أنه قام بعمل إخباري فقط ولم يعبر عن رأيه الخاص.
 
أما أنوزلا فأوضح أن الأمر ليس فيه الآن محاكمة، ولكن مجرد رفع شكوى لوكيل الملك لفتح تحقيق تمهيدي والنظر في إمكانية رفع دعوى قضائية. غير أنه أكد أن "هذه الشكوى مس بحرية التعبير والرأي" وأنه مصر على آرائه في العقيد ونظامه، كما أن "من حق الإخوة الليبيين أن يعارضوه في الرأي، وأن الرأي ينبغي أن يقابل بالرأي وليس بالمحاكمة".
 
وأنجز المحققون محاضر لكل صحفي على حدة سجلوا فيها أقوالهم وتعليقهم على العبارات التي اعتبرها مكتب الأخوة الليبي مسيئة إلى العقيد، على أن تحدد النيابة العامة مآل الشكاوى في وقت لاحق.
 
من جانبهم امتنع المسؤولون بمكتب الأخوة عن الإدلاء بأي تصريح للجزيرة نت في ظل غياب السفير ووجوده خارج المملكة، إذ أن "الأمر متعلق بالرئيس وليس بشيء آخر، وأن المخول بالتصريح هو السفير وليس غيره".
المصدر : الجزيرة

إعلان