الأردن وحماس والإخوان.. توتر رغم دعوات الحوار

رئيس المكتب السياسي لحماس خلال استقباله وفدا شعبيا اردنيا برئاسة مراقب الاخوان ابان العدوان على غزة
مشعل خلال استقباله المراقب العام لإخوان الأردن د. همام سعيد ووفدا شعبيا إبان العدوان على غزة (الجزيرة نت-أرشيف)
 
محمد النجار-عمان
 
رغم توقف الحوار بين الأردن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة نهاية العام المنصرم، وظهور توترات في علاقة عمّان بجماعة الإخوان الأردنية، فإن الأطراف الثلاثة (الأردن وحماس والإخوان) يبدون حرصا على عدم تصعيد أجواء التوتر في ملفات عدة.
 
وكان الأردن وعبر مدير المخابرات الأسبق الفريق محمد الذهبي استأنف حوارا مع حماس في أغسطس/آب الماضي، وأفضى الحوار لإشاعة أجواء إيجابية عبر عنها مسؤولون من الطرفين، وقادت إلى اتصالات على مستوى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مع الفريق الذهبي.
 
بموازاة ذلك كانت المخابرات تقود حوارا مع الحركة الإسلامية أدى لتسوية ملفات عدة أشاعت أجواء إيجابية لدى إسلاميي المملكة، أدى لنوع من الانسجام بين الطرفين إبان العدوان على غزة.
 
الأسابيع الأخيرة حملت ملفات توترت فيها علاقة الحركتين الإسلاميتين مع الأردن، بعدما قضت محكمة أردنية بسجن ثلاثة شبان بتهمة التجسس لحماس، كما منعت السلطات عددا من خطباء الإخوان من اعتلاء المنابر.
 
توقف الحوار

محمد أبو رمان رأى أن هناك دولا لم تكن مرتاحة لانفتاح الأردن على حماس (الجزيرة نت)
محمد أبو رمان رأى أن هناك دولا لم تكن مرتاحة لانفتاح الأردن على حماس (الجزيرة نت)

ويرى المحلل السياسي محمد أبو رمان أنه لا قرار رسميا أردنيا بإعادة تصنيف حماس كمصدر تهديد للمملكة، وأن ما حدث بعلاقة الطرفين هو "توقف للحوار لا أكثر".

 
وقال للجزيرة نت "عودة الأردن لمعسكر الاعتدال العربي حتم عليه الانسجام مع رؤية هذا المعسكر خاصة مصر والسعودية لحماس، كما أن الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول الاعتدال العربي لم تكن مرتاحة لانفتاح الأردن على الحركة".

إعلان
 
مصادر التهديد
ويلفت أبو رمان إلى أن "التيار الذي يطالب بإعادة تعريف مصادر التهديد للأردن والذي يرى في حماس أحد هذه المصادر عاد لطرح مبررات موقفه هذا مجددا". غير أنه يؤشر إلى "عدم وجود قناعة إستراتيجية لدى مؤسسات القرار بوجود الحاجة لإعادة تعريف مصادر التهديد".
 
وكانت عمّان رأت في سنوات سابقة وبعد انتهاء حربها مع تنظيم القاعدة أن حماس تعد من مصادر التهديد للأمن الأردني، لكن هذه الإستراتيجية انتهت عمليا بانتقال علاقات الطرفين لمرحلة الحوار وحل ملفات ظلت عالقة سنوات.
 
وتكشف مصادر سياسية أردنية مطلعة للجزيرة نت أن طريقة تعامل حماس الهادئة مع قرار محكمة أمن الدولة الحكم على ثلاثة من أعضائها، أظهرت الحاجة لعودة الحوار مع الحركة.

 

زكي بني ارشيد: الحوار أدى إلى نتائج عملية (الجزيرة نت-أرشيف)
زكي بني ارشيد: الحوار أدى إلى نتائج عملية (الجزيرة نت-أرشيف)

نتائج عملية

ويؤكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي للجزيرة نت أن الحوار الذي دار بين الإخوان الأردنيين ومؤسسات قرار بالدولة "أدى لنتائج عملية".
 
لكن الحكومة (يضيف زكي بني ارشيد) تراجعت عن بعض الانفراجات المحدودة في علاقاتها مع الإخوان كعودتها لسياسة منع خطبائهم، كما أن ملف جمعية المركز الإسلامي ما يزال عالقا.
 
لكنه يشير إلى أن اعتقال القيادي خضر عبد العزيز وتوجيه تهم تتعلق بأمن الدولة له قبل الإفراج عنه "لم يترافق مع حملة إعلامية كما كان يحدث عادة". وزاد "من الإيجابيات أيضا أن الحوار لم ينقطع بين نواب الحركة الإسلامية وكبار المسؤولين في الدولة".
 
ويفسر القيادي الإسلامي ما يصفه "تراجع الأردن عن أجواء الانفتاح على الإخوان وحماس" بقوله "هناك تيار سياسي يمارس الإقصاء وتقديم الحركة الإسلامية على المذبح الأميركي الإسرائيلي للمحافظة على مواقع ومكاسب شخصية وضيقة".
 
ويقول بني ارشيد إن رجوع الأردن لخيارات معسكر الاعتدال "أدخل خياراته في مربع ضبابي جعله لا يستطيع حسم خياراته". ويرى أن ضغوطا خارجية لا ضرورات داخلية "هي التي دفعت الحكومة للتضييق على الحركة الإسلامية".
إعلان
 
وختم بالقول "كافة دول الاعتدال العربي عادت للتضييق على الإسلاميين وحركات المقاومة بعد أن أظهرت الحرب على غزة وقوف الشارع العربي خلفها".
المصدر : الجزيرة

إعلان