أتراك ألمانيا قوة انتخابية صاعدة

أنجيلا ميركيل في أحتفال تركي بحي كرويتسبيرغ البرليني الشعبي المعروف بأسم أسطنبول الصغري . الجزيرة نت
أنجيلا ميركل في احتفال تركي بحي كرويتسبيرغ البرليني الشعبي المعروف باسم إسطنبول الصغرى (الجزيرة نت)

خالد شمت–برلين


تزايد مؤخرا الدور الذي يلعبه أتراك ألمانيا كقوة انتخابية, دفعت قوى مختلفة لمحاولة الاستفادة منها.
 
وكانت مراكز قياس اتجاهات الرأي العام في مقدمة من تحركوا لاستكشاف حقيقة تلك القوى الصاعدة، ومواقفها تجاه الأحزاب والقيادات  السياسية الألمانية البارزة.
 
وكشفت آخر دراسة ميدانية صدرت بهذا السياق، عن تدني فرصة الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، في الفوز بتأييد الأتراك الحاملين للجنسية الألمانية بالانتخابات العامة القادمة، بينما تحول الاشتراكي الديمقراطي إلى خيار مفضل لهؤلاء الناخبين.
 
وضمّن معهد بحوث التسويق داتا يو4 ببرلين دراسته، استطلاعا موسعا للرأي جرى بالولايات الـ16، وشمل شرائح مختلفة تمثل الألمان الأتراك البالغين من كافة المستويات التعليمية والوظيفية والاجتماعية.
 

شتاين ماير أطلق حملة نسخة من حملته الانتخابية باللغة التركية (الجزيرة نت)
شتاين ماير أطلق حملة نسخة من حملته الانتخابية باللغة التركية (الجزيرة نت)

الاشتراكي يتقدم

وأظهر الاستطلاع أن 270 ألف ناخب يمثلون 55.5% من أتراك ألمانيا أعلنوا أنهم سيصوتون لصالح الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات العامة المقررة يوم 27 من سبتمبر/ أيلول المقبل.
 
وذكرت النتيجة أن 23.3% من الألمان أصحاب الأصول التركية (120 ألف ناخب) عبروا عن تأييدهم لحزب الخضر المعارض، في حين حصل المسيحي الديمقراطي الحاكم على 10.1% واليسار والديمقراطي الحر المعارضان على 9.4% و0.9% على التوالي.
إعلان
 
كما أشارت إلى أن 25.1% من الأتراك الألمان قالوا إنهم سيختارون رئيس الخضر جيم أوزدمير المولود في شتوتغارت لوالدين تركيين مستشارا لألمانيا، إذا تم تعديل نظام الاقتراع الحالي بشكل مباشر.
 
وأعرب 20.2% ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم انتخاب وزير الخارجية الحالي ومرشح الاشتراكي الديمقراطي بالانتخابات القادمة فرانك فالتر شتاين ماير مستشارا للبلاد.
 
أصوات مؤثرة
وذكرت الدراسة أن العدد الإجمالي للمسجلين بالجداول الانتخابية يصل 62 مليون نسمة بينما يقدر عدد الأتراك المقيمين بألمانيا بنحو ثلاثة ملايين نسمة من بينهم 690 ألفا حاصلين على الجنسية الألمانية ولديهم حق التصويت.
 
وذهبت إلى أن التأثير الانتخابي للألمان الأتراك اكتسب أهميته بسبب التقارب الشديد بين نتائج المسيحي والاشتراكي بانتخابات عامي 2002 و2005، حيث ترأست ميركل التحالف الحكومي الحالي بعد فوز حزبها بالانتخابات الأخيرة بعدد محدود جدا من الأصوات أكثر من الاشتراكي.
 
أتراك ألمانيا عبروا عن تأييدهم لانتخاب رئيس حزب الخضر المعارض جيم أوزدمير التركي الأصل مستشارا للبلاد (الجزيرة نت)
أتراك ألمانيا عبروا عن تأييدهم لانتخاب رئيس حزب الخضر المعارض جيم أوزدمير التركي الأصل مستشارا للبلاد (الجزيرة نت)

وخلصت الدراسة إلى أن التقارب المتوقع بالأصوات في انتخابات الخريف القادم جعل لكل صوت قيمة كبيرة، وزاد من أهمية أصوات الناخبين الألمان من أصل تركي.

 
شك وريبة
وفي تعليق على الدراسة أرجع بولنت أصلان رئيس المنتدى التركي داخل المسيحي الديمقراطي المشكلة بين الأتراك وحزبه إلى غياب قنوات التواصل، مشيرا إلى أن الحزب برئاسة ميركل حقق للأجانب والأتراك منجزات كثيرة كقمة الاندماج الحكومية ومؤتمر الإسلام.
 
واعتبر أن نتيجة الدراسة تعكس مشكلة مزدوجة يواجهها الحزب هي فقد شريحة من أعضائه الألمان المحافظين المعارضين لسياسته الداعمة لدمج الأتراك والأجانب، وتدني شعبيته بين الألمان الأتراك الذين يعتبرون أنه يتعامل معهم كغرباء وليس جزءا من المجتمع.
إعلان
 
من جانبه اعتبر رئيس المجلس الإسلامي التركي أن ما كشفته الدراسة عن تدني شعبية المسيحي الديمقراطي بين الأتراك، يمثل محصلة لسياسة  الحزب المتحفظة تجاه الأتراك والمسلمين عموما.
 
وقال علي كيزلكايا في تصريح للجزيرة نت إن الديمقراطي كان يمكنه أن يتعامل مع الأتراك بأعتبارهم متدينين محافظين في إطار من القيم والقواسم المشتركة "غير أنه بنى سياسته نحوهم على الشك والريبة".
 
ومن جانبه يرى المركز الألماني للدراسات التركية التابع لولاية شمال الراين أن ما كشفته الدراسة عن تزايد شعبية الاشتراكي بين أتراك ألمانيا، يعود إلى أن الشريحة الأكبر بهذه الفئة هم من العمال المنضوين بالنقابات القريبة من الحزب.
 
وتوقع المركز أن يحذو مرشح الاشتراكي للمستشارية فرانك فالتر شتاين ماير حذو المستشار السابق شرودر، ويطلق نسخة من حملته الانتخابية باللغة التركية ويستخدم الصحف التركية الصادرة بالبلاد في حملته الانتخابية.
المصدر : الجزيرة

إعلان