واشنطن تدرس إجراءات جديدة لمكافحة القرصنة بالصومال

r : The U.S.-flagged Maersk Alabama container ship is seen docked at the Kenyan coastal sea port of Mombasa, 500 km (311 miles) from the capital Nairobi, April 12, 2009. A lifeboat

البحرية الأميركية أنقذت قبل أيام قبطان سفينة مايرسك ألاباما من القراصنة (رويترز-أرشيف)

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يدرسون إستراتيجية جديدة لمحاربة القرصنة في سواحل الصومال وخليج عدن.

وأضافت الصحيفة على موقعها الإلكتروني اليوم أن بعض المسؤولين العسكريين الأميركيين يريدون تشجيع سياسة تعتمد المزيد من عمليات التدخل العسكري مثل تلك التي أنقذت بها البحرية الأميركية في الأيام القليلة الأخيرة قبطان سفينة "مايرسك ألاباما".

ويقول هؤلاء المسؤولون –حسب الصحيفة- إن تنفيذ عمليات مشتركة بين قوات العمليات الخاصة وقوات البحرية الأميركية من شأنه أن يوجه ضربة موجعة للقراصنة، معتبرين ذلك من صميم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1816 بشأن محاربة القرصنة في الصومال.

وأكدت وول ستريت جورنال أن بعض المحللين العسكريين عبروا عن مخاوف من أن توقع مثل هذه العمليات العسكرية التي يدرسها البنتاغون ضحايا مدنيين.


مسؤولون أميركيون يؤيدون العمليات العسكرية ضد القراصنة (الفرنسية-أرشيف)
مسؤولون أميركيون يؤيدون العمليات العسكرية ضد القراصنة (الفرنسية-أرشيف)

قوات دولية
وكان فيليب كارتر القائم بأعمال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية أعلن في وقت سابق عزم بلاده دفع نفقات قوة الأمن الناشئة للحكومة الصومالية وسعيها لتعزيز عملية السلام الهشة في البلاد، وفي الوقت نفسه محاربة ظاهرة القرصنة.

وأوضح الدبلوماسي الأميركي أن بلاده تتعاون مع حكومة الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد شريف للمساعدة في بناء قواتها الأمنية التي سيبلغ عددها خمسة آلاف فرد ستدرب الأمم المتحدة أيضا عددا منهم.

وقبل يومين قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تدرس مقترحا من الولايات المتحدة بشأن تشكيل قوات بحرية دولية لمكافحة القرصنة من المتوقع أن تشارك فيها أيضا كوريا الجنوبية والصين واليابان.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" أول أمس الخميس عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أندريه نيستيرينكو قوله إن بلاده تدرس عن طريق الحوار مع الشركاء الأجانب تحديد أبعاد ودرجة مشاركة كل من الدول المتعاونة في مكافحة القرصنة، وقضايا التحقيق مع الأشخاص المسؤولين عن ارتكاب هذه الأعمال، ومعاقبتهم قضائيا.

وأشار إلى أن واحدة من المهمات الأساسية للقطع الحربية الروسية التي تشارك في الدوريات البحرية قبالة الساحل الصومالي، تتمثل في مرافقة السفن الروسية، لكن ذلك حسب قوله لا يمنع من مساعدة السفن التي تحمل أعلام دول أخرى.

وأضاف أن البحارة الروسيين على اتصال مع القوات البحرية للبلدان الأخرى بما فيها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.


تعزيزات إضافية

"
الرئيس التركي عبد الله غل تعهد بدعم وتلبية احتياجات الحكومة الصومالية ومساعدتها في تكوين وتدريب أجهزتها الأمنية
"

وقد نشرت قوات بحرية أميركية وأوروبية وآسيوية لحماية السفن التجارية قبالة سواحل القرن الأفريقي بعد أن أدت أعمال القرصنة المتفشية إلى ارتفاع كلفة التأمين.

وتسير بعثة الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم عملية أتلانتا دوريات في المنطقة باستخدام السفن والطائرات، وألقت القوات الفرنسية المشاركة في هذه العملية القبض على 11 قرصانا وسفينتهم الأم الصغيرة وزورقين سريعين على بعد نحو 560 ميلا شرقي ميناء مومباسا الكيني.

وسترسل السويد في مايو/أيار المقبل فرقاطتين وسفينة للتزويد بالوقود لتعزيز بعثة الاتحاد الأوروبي لمكافحة القرصنة، في حين ستقوم كل من هولندا والنرويج بنشر سفينة في المنطقة في أغسطس/آب المقبل.

وفي طوكيو أمر وزير الدفاع الياباني ياسوكازو هامادا أمس السلاح الجوي بتجهيز طائرات مراقبة للانضمام إلى المعركة الدولية ضد القرصنة قبالة سواحل الصومال.

وأوضحت متحدثة باسم وزارة الدفاع اليابانية أن طائرتين على الأقل من طراز "بي3 سي" ستتوجهان الشهر المقبل إلى قاعدة في جيبوتي -جارة الصومال- إلى جانب 150 من أفراد الطاقم والفرق المعاونة.

كما تعهد الرئيس التركي عبد الله غل بدعم وتلبية احتياجات الحكومة الصومالية ومساعدتها في تكوين وتدريب أجهزتها الأمنية، وذلك عقب استقباله الرئيس الصومالي الذي وصل الجمعة إلى أنقرة تلبية لدعوة تركية.


اتهام لأميركا

عمر إيمان اتهم الولايات المتحدة بمباركة القرصنة في الصومال (الجزيرة نت-أرشيف)
عمر إيمان اتهم الولايات المتحدة بمباركة القرصنة في الصومال (الجزيرة نت-أرشيف)

وفي سياق متصل قال رئيس الحزب الإسلامي في الصومال عمر إيمان إنه يعتقد أن الولايات المتحدة تبارك عمليات القرصنة قبالة سواحل الصومال لفرض الحصار على الشعب الصومالي.

وأضاف إيمان أثناء مشاركته مساء أمس في برنامج "مباشر مع" على شاشة "الجزيرة مباشر" أن عمليات القرصنة حدثت بسبب الفراغ الذي تركته المحاكم الإسلامية.

وفي العاصمة الكينية قال رئيس إقليم بونت لاند الصومالي عبد الرحمن محمد فارولي إن حكومته تعتزم تشكيل قوة ساحلية لمكافحة القرصنة التي وصفها بأنها نشاط إجرامي.

ودعا فارولي المجتمع الدولي إلى دعم هذه الخطوة التي تهدف -حسب ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية- إلى تدريب حوالي 2400 من أفراد الشرطة.

المصدر : الجزيرة + وكالات + وول ستريت جورنال

إعلان