ردود حادة على ترشح السنيورة في صيدا

ترشح رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة لخوض المعركة الانتخابية النيابية عن مقعد في مدينته صيدا، فأحدث ترشّحه مفاجأة لدى كثيرين، واعتراضا شديدا من خصومه في المعارضة.
فقد درجت المدينة على توافق ضمني يقوم على منح مقعد للقيادي الناصري المعارض أسامة سعد وآخر لآل الحريري (تشغله حاليا بهية عمة سعد الحريري) ما أتاح لها تفاعلا مع محيطها الجنوبي. ويعتبر المراقبون أن صيدا –المدينة السنية– ستكون معزولة عن محيطها إذا لم يجر التوافق السابق فيها.
ويعطي آخرون لصيدا بعدا آخر وهي أنها خاصرة المقاومة، ولذلك يحرص المؤيدون للمقاومة على بقائها دون تغيير.
تختلف تقييمات أسباب ردود الفعل على ترشح السنيورة. فرئيس "شبكة الأمان للدراسات الإستراتيجية" أنيس النقاش رأى أن "ردّ الفعل الكبير على ترشيح السنيورة سببه الخشية من نجاحه. وإذ ذاك سيكون لصيدا طابع معين بدلا من أن يكون طابعها وطنيا".

ويرى النقاش في الترشيح "تحضيرا للسنيورة للحفاظ له على موقعه السياسي لكي يعود رئيسا للحكومة على ما يوحي به تصريح الوزيرة بهية الحريري، فهي تعتبر معركة صيدا معركة رئاسة الحكومة".
ويعزو نائب صيدا أسامة سعد سبب رد الفعل لأن "مدينة صيدا تواجه في الانتخابات هجوما تشنه قوى 14 آذار يستهدف فصل المدينة عن تاريخها العروبي".
الناخب يقرر
وعلق رئيس قطاع الإعلام في تيار المستقبل راشد فايد على الضجة بقوله: "من أثار الضجة حول ترشيح الرئيس السنيورة أطراف اعتقدت أن لها حق التقرير في ما يتخذه أبناء صيدا من موقف، وهذا أمر مردود لأن الانتخابات النيابية عملية ديمقراطية، والرأي العام يقرر رفض هذا الترشح أو قبوله من خلال العملية الانتخابية".
ويرى كثيرون أن التوافق الداخلي الذي عاشته صيدا طويلا انعكس عليها استقرارا. في حين يعتقد النقّاش أن ترشح السنيورة "يضرب التوافق الداخلي الذي شهدته صيدا على مدى طويل وكان سببا في استقرارها ونموها".
وقال سعد من جانبه إن "الذين رشحوا السنيورة قرروا إلغاء من يخالفهم الرأي في المدينة. فالإلغاء والهيمنة والإقصاء هي سمات مهرت ممارسات التيار الذي ينتمي إليه السنيورة منذ البداية".
وعلق راشد فايد على خرق العرف القائم لغاية الآن (ثنائية أسامة سعد وبهية الحريري) بأنها كانت بالتراضي وليست بالرضى. "كان هناك واقع اقتراعي في صيدا يحتّم التراضي على اقتسام المقعدين. هذه الدائرة قادرة على أن تنجز لوحدها قرارها الانتخابي. يستطيع أن يترشح أسامة سعد أو من يشاء، فإذا فاز يعني أن الرأي العام يريده، وإذا فاز تحالف السنيورة والحريري فهذا يعني أن الرأي العام يريد لتيار المستقبل أن يمثل هذه المدينة".

كثيرون من مشارب مختلفة يعتقدون أيضا أن لصيدا حساسية لأنها، أولا بوابة الجنوب المحتضن للمقاومة، ولأن ثنائيتها جعلتها أكثر انفتاحا على المنطقة المختلفة ديمغرافيا.
نقطة ارتكاز
ويرى سعد أن الفريق الآخر يهدف إلى "اتخاذ المدينة نقطة ارتكاز للانقضاض على المقاومة، ونزع سلاحها، تطبيقا للشعار المشبوه الداعي إلى تحييد لبنان في الصراع الوجودي مع إسرائيل. كما تهدف إلى إشعال الفتنة المذهبية بين المدينة وعمقها الجنوبي".
ويقول سعد إن "صيدا بحاجة إلى التنمية بعد حرمان طويل، وبالمناسبة نسأل الرئيس السنيورة الآتي مرشحاً إلى صيدا من غربة استمرت 17 سنة في الحكم، ماذا قدمتَ للصيداويين من مشاريع تنموية؟".
في المقابل يردّ فايد على ما يقال عن حساسية المعركة إن كون صيدا بوابة الجنوب "لا ينفي أن لها مقعدين وعلى الرأي العام اختيار من يمثله".