مكتبة الأسير بنابلس.. دفاتر أيام الاعتقال

17/4/2009
عاطف دغلس- نابلس
من علامات نضال نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية في وجه الاحتلال الإسرائيلي، إنشاؤها "مكتبة خاصة للأسير الفلسطيني" منذ أكثر من 13 عاما.
ويتحدث القائمون على المكتبة عن آلاف الكتب والكراسات التي وصلت إلى الأسرى الفلسطينيين في سجني الجنيد ونابلس المركزي خلال فترات اعتقالهم منذ سبعينيات القرن الماضي إلى أواسط التسعينيات، فترة قدوم السلطة الوطنية للمدينة.
وقال بشار التمام مدير مكتبة بلدية نابلس إن مكتبة الأسير أنشئت لتكون أحد أركان مكتبة البلدية الرئيسية عام 1996، بعد أن جُمّعت تلك الكتب والنشرات عندما سلم الاحتلال الإسرائيلي السجنين للسلطة الوطنية.

آلاف الكتب
ويقول التمام للجزيرة نت إن المكتبة تحوي 7845 كتابا و800 كراسة ودفتر، وتكمن جاذبيتها فيما تحمله من ذكريات ومعاني الأمل والألم في حياة المعتقلين، فهي تعبير صادق يحكي حالتهم النفسية والنضالية "وما دوّنه السجناء في كراساتهم ودفاترهم ومن التعليقات الهامشية التي حفلت بها صفحات الكتب"، التي وصلت إليهم عن طريق الأهل.
ويقول التمام إن المكتبة التي يؤكد أنها الأولى من نوعها بالضفة، تحتوي مؤلفات قديمة تتنوع بين الأدب من شعر وقصص، وكتب تعليم اللغات وكتب سياسية "رغم أن السلطات الإسرائيلية لم تكن لتسمح بإدخال هذه الكتب غالبا".
إعلان
كما تحتوي على كراسات الأسرى التوعوية ونشراتهم الثقافية التي كانت الفصائل الفلسطينية تبثها بين السجناء، وهي تمثل رؤية الحركة الأسيرة للواقع الفلسطيني، ونظرتها للواقع السياسي حينئذ، "وهناك قضايا تتعلق بالجانب الفكري وقضايا تتعلق بالجانب الثقافي بشكل عام".
ويقول التمام إن من اللافت الإشارات والتعليقات الهامشية، فالأسير "كان يدون أحيانا ما تجول به نفسه وخاطره بنفس الموضع على هامش الكتاب".
الروايات السياسية
الأسير المحرر أبو عمر مزهر من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس يتذكر أياما في معتقل الجنيد عام 1988، ويتذكر كيف كانت الروايات السياسية تعد كالطعام والشراب بالنسبة له.
الأسير المحرر أبو عمر مزهر من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس يتذكر أياما في معتقل الجنيد عام 1988، ويتذكر كيف كانت الروايات السياسية تعد كالطعام والشراب بالنسبة له.

ويسرد أبو عمر مزهر طرق الأهالي في إدخال الكتب السياسية كتغيير مغلفها الأصلي ووضعها في مغلفات كتب تعليمية، قائلا إن المكتبة يجب أن تكون علامة صارخة لنقل معاناة ومأساة الأسير الفلسطيني.
أما الأسير السابق في سجني نابلس والجنيد بين 1986 و1989 تيسير نصر الله فيحاول الحصول على كراسة كتبها عن إضراب الأسرى عن الطعام في هذه السجون عام 1987 أسماها "انتفاضة الجوع في عام انبلاج الأمل"، وذلك ليعيد طباعتها والاستفادة منها.
المصدر : الجزيرة