الأسرى الفلسطينيون.. إنجازات تتحدى القيود

والدا موسى دودين يحملان شهاداتي البكالوريوس والماجستير
والدا موسى دودين يحملان شهاداتي البكالوريوس والماجستير (الجزيرة نت)

عوض الرجوب-الخليل
 
يعضّ الأسرى الفلسطينيون على جراحهم ويتجرعون آلامهم، لكنهم يرفضون الاستسلام لقيود السجان الإسرائيلي ويحرصون على استغلال أوقاتهم في تحقيق إنجازات تتحدى قضبان السجون.
 
فالمئات منهم يتقدمون سنويا لامتحان الثانوية العامة، والعشرات حصلوا على شهادات جامعية بالمراسلة، وآخرون ينشغلون بتأليف الكتب، وكثيرون يستفيدون من أوقاتهم في التعبير عما في أذهانهم على شكل رسومات أو مجسمات فنية بما يتوفر من إمكانيات.
 
لكن مختصين في شؤون الأسرى يؤكدون تراجع إمكانيات الأسرى في هذا المجال، موضحين أن إدارات السجون منعت الكثير من احتياجات الأسرى من المواد التعليمية وتلك اللازمة لتصميم المجسمات الفنية.
 
ينتظم ما نسبته 27% من الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم نحو 11 ألف أسير في السجون الإسرائيلية في الدراسة الجامعية، وتحديدا في الجامعة العبرية المفتوحة والأميركية المفتوحة، وفق ما أكده الباحث في شؤون الأسرى منقذ أبو عطوان.
 
وأوضح أبو عطوان في حديث للجزيرة نت أن الأسرى يحصلون من الجامعتين على درجة البكالوريوس في التخصصات التي يختارونها، وفي حالات نادرة يلتحق الأسرى ببرنامج الماجستير نظرا لتكلفته المرتفعة على ذويهم.

أبو عطوان: إصرار الأسرى الفلسطينيينيفوق تصورات السجان (الجزيرة نت)
أبو عطوان: إصرار الأسرى الفلسطينيينيفوق تصورات السجان (الجزيرة نت)

عقلية متجددة


وبين الباحث أن إبداعات الأسرى تتجاوز الدراسة الجامعية إلى نحت التحف الفنية وكتابة الرواية والقصة والشعر، مشيرا إلى تمكن عدد منهم من طباعة دواوين شعرية يعتز بها المجتمع الفلسطيني.
 
وأشار إلى أن سنوات السبعينيات شهدت تصعيدا إسرائيليا ضد الأسرى ومنعت إدخال الكتب والأوراق والأقلام والخرز والأقمشة اللازمة لهم، لكنهم تمكنوا من استغلال ورق الكرتون وتحويل أغلفة سجائر الدخان إلى دفاتر.
إعلان
 
ونوه أبو عطوان إلى تمكن كثير من الأسرى المبدعين من إخراج إنجازاتهم إلى ذويهم واستغلالها في الطباعة أو النشر، لكن إنجازات الكثيرين من ذوي الإمكانيات المحدودة لم تجد من يتبناها، منتقدا غياب الدور الرسمي في هذا المجال.
 
وخلص إلى أن إصرار الأسرى الفلسطينيين يفوق تصورات السجان، موضحا أن "قدرة المحتل على محاصرة جسد الأسير الفلسطيني لن تنال من عقله المتجدد، ومهما ضيق على الأسرى فإنهم سيجدون مخرجا لمعاناتهم".

تصميمات فنية من إنجاز الأسيرجهاد المصري (الجزيرة نت)
تصميمات فنية من إنجاز الأسيرجهاد المصري (الجزيرة نت)

دراسة وتأليف
ويحفل سجل الأسرى إجمالا بكثير من الإنجازات العلمية، ومن هؤلاء أقدم أسير فلسطيني من مدينة رام الله وهو نائل البرغوثي المحكوم بالسجن المؤبد، الذي تمكن من الحصول على شهادات في تجويد القرآن الكريم.

 
أما الأسير موسى دودين من بلدة دورا جنوب الضفة الغربية والمحكوم بالسجن المؤبد، فقد التحق بالجامعة الأميركية المفتوحة وحصل عام 1999 على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال الدولية ثم على درجة الماجستير في نفس التخصص عام 2001.
 
ويوضح والده الحاج أبو ياسر أن ابنه موسى عاش نحو عشر سنوات من أصل 15 عاما وهي مجموع سنوات اعتقاله في العزل الانفرادي، مؤكدا أن سلطات الاحتلال منعت دخول عدد من الكتب القيمة التي طلبها.
 
أما في مجال الكتابة والتأليف فقد تمكن الوزير السابق والنائب الأسير نايف الرجوب من تأليف كتابين حول قضايا الأسرى والحكومة الفلسطينية العاشرة، في حين تمكن النائب نزار رمضان من تأليف ثلاثة كتب أخرى لكنه واجه -كباقي الأسرى- صعوبات في إخراجها إلى خارج المعتقل.
 
وفي المجال الفني استطاع الأسرى تحقيق إنجازات كثيرة، ويتمنى أحدهم وهو الأسير جهاد المصري لو يستطيع إقامة معرض للمجسمات التي يصنعها الأسرى لتحفظ وتنقل للأجيال.
المصدر : الجزيرة

إعلان