عملية الموصل.. الحكومة تهون ومراقبون يعتبرونها خرقا جديا

13/4/2009
الجزيرة نت-بغداد
فتح مقتل خمسة جنود أميركيين في هجوم على قاعدة عسكرية أميركية بالموصل, الباب على مزيد من علامات الاستفهام والجدل بشأن حقيقة الوضع الأمني في العراق, بين ما تقوله الحكومة العراقية والقوات الأميركية وبين ما يرصده مراقبون بشأن قوة المقاومة.
وبينما قللت الحكومة العراقية من أهمية الهجوم الذي أسفر أيضا عن مقتل جنود عراقيين, اعتبر خبير عسكري عراقي أن العملية تنسف الادعاءات الأميركية والحكومية العراقية بالسيطرة على الوضع الأمني وتراجع عمليات المقاومة.
المتحدث الرسمي بوزارة الدفاع العراقية اللواء الركن محمد العسكري قلل من أهمية الهجوم، وعزا أسبابه إلى بقاء المسؤولية الأمنية في مدينة الموصل بيد القوات الأميركية وعدم تسليمها للجانب العراقي.
وقال العسكري للجزيرة نت "لو قارنا هذه العملية مع العمليات التي كانت تحدث قبل ستة أشهر وكم هي الآن، سنجد أنها لا تقارن"، وأقر بصعوبة السيطرة على السيارات المفخخة، وقال "ما زالت هناك بؤر للقاعدة في نينوى وديالى، ولدينا عمل كبير ضد هذه الخلايا النائمة لغرض تفكيكها وإنهائها".

وعن احتمالات حصول خروقات مشابهة, اعتبر العسكري أن الشيء المهم هو قدرة الاستخبارات على تحصيل معلومات مهمة, مشيرا إلى أن القاعدة تحاول خرق الأمن في المناسبات وبتوقيتات معينة "كذكرى إسقاط النظام السابق".
وفيما يتعلق بتأثير ذلك على القوات الأميركية يقول العسكري إن مسألة تواجد القوات الأميركية في بعض المحافظات الآن مثل الموصل وديالى، هو بسبب وجود نشاط وخلايا نائمة للقاعدة. وأضاف "عندما تتعرض القوات الأميركية لمقتل خمسة من جنودها، فلا أعتقد بأن ذلك يشكل شيئاً بالنسبة لها، لاسيما أن هناك لواء كاملا من القوات الأميركية يتواجد في الموصل".
إعلان
ليست خرقا طارئا
في المقابل اعتبر الخبير العسكري العراقي اللواء الركن طلال القيسي أن هذه العملية لا يمكن أن تكون مجرد خرق أمني طارئ كما تقول الحكومة العراقية.
في المقابل اعتبر الخبير العسكري العراقي اللواء الركن طلال القيسي أن هذه العملية لا يمكن أن تكون مجرد خرق أمني طارئ كما تقول الحكومة العراقية.
وقال القيسي في حديث للجزيرة نت إن حجم الخسائر والتنظيم المحكم يشير إلى أن من قام بالهجوم يمتلك القدرات التعبوية والمعلومات الاستخبارية فضلا عن قدرات التسليح للقيام بعملية كبيرة.
وأشار القيسي إلى أن القوات الأميركية كانت تفخر بأن حجم خسائرها في العراق انخفض إلى أدنى حد منذ الغزو, حتى جاءت هذه العملية لتقدم برأيه تصورا مختلفا للواقع الميداني في العراق.
كما أشار إلى أن تحديد مواضع الخطر في الموصل وديالى لا يلغي حقيقة أن قوات الاحتلال ما زالت تواجه مشكلات أمنية جدية من طرف المقاومة لا سيما مع سعة هاتين المحافظتين، ومع ترجيح امتداد ساحة العمليات إلى البيئات التقليدية للمقاومة التي تشمل أيضا الأنبار وصلاح الدين وبغداد.
وأشار القيسي في هذا الصدد إلى أن هناك عمليات عديدة للمقاومة في هذه المناطق يجري التكتم عليها, وتوقع اتساع الهجمات لتشمل مناطق أخرى في العراق وتحديدا في الجنوب ومناطق الفرات الأوسط.
يشار إلى أن الهجوم الأخير بالموصل هو الأعنف منذ أكثر من عام حيث كانت دورية للقوات الأميركية قد تعرضت لهجوم انتحاري في مارس/آذار 2008 في منطقة المنصور ببغداد، قتل خلاله خمسة جنود أميركيين أيضا.
وقد تزامن هجوم الموصل مع الذكرى السادسة لغزو العراق، وبعد عدة أيام من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أطلق من بغداد تحذيرات للجيش الأميركي بشأن أيام صعبة منتظرة في العراق.
المصدر : الجزيرة