محللون يقللون من التفاؤل بنجاح التحرك العربي نحو أوباما

12/4/2009
محمد النجار-عمان
رغم حالة الارتياح التي يبديها سياسيون ومحللون إزاء التفويض العربي لملك الأردن عبد الله الثاني بحمل رسالة للرئيس الأمريكي باراك أوباما تتعلق بمستقبل عملية السلام مع إسرائيل، إلا أنهم يحذرون من جرعات التفاؤل الزائدة حيال مستوى التغير الذي من الممكن أن يطرأ على الموقف الأمريكي.
وتشير خطوطها العريضة لرسالة العرب للرئيس أوباما -بحسب مصادر أردنية- إلى أنها تتمحور حول حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية وضرورة اعتماد جداول زمنية لتطبيقها، وحث الرئيس أوباما على الضغط على تل أبيب لوقف الاستيطان في الضفة الغربية وتغيير الواقع في مدينة القدس.
كما عقد في عمان أمس السبت اجتماع للجنة متابعة المبادرة العربية ضم وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر ولبنان والسلطة الفلسطينية إضافة للأردن وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية، بينما تغيب وزير الخارجية السوري وليد المعلم "لأسباب فنية" على ما ذكر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة.
ومن المقرر أن يلتقي عبد الله الثاني الرئيس الأمريكي نهاية أبريل/نيسان الجاري ليكون أول رئيس عربي يلتقي الحاكم الجديد للبيت الأبيض.

مضمون الرسالة
ويرى رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق عدنان أبو عودة أن مبدأ اللقاء العربي في عمان ووضع تصور عربي موحد "أمر جيد من حيث المبدأ".
إعلان
ويتساءل أبو عودة للجزيرة نت عن "مضمون الرسالة العربية لأوباما" وقال "إذا كان لدى العرب أكثر من دعوة أوباما للتحرك لتفعيل عملية السلام فهذا سيكون أمرا جديدا".
ورأى أن أي تحرك عربي لا يقوم على وضع تصورات لاستمرار الرفض الإسرائيلي لحل القضية الفلسطينية على أساس مبدأ الدولتين "هو تحرك غير جديد".
وتساءل "هل سيقول العرب إنهم سيسحبون مبادرة السلام العربية؟ وهل ستتضمن رسالتهم تأكيدا على أن ثقة العرب بالوعود الأميركية والجدية الإسرائيلية باتت معدومة؟".
وأضاف أنه "يجب على العرب أن يقولوا لأوباما إن كل ما تفعله إسرائيل هو عملية شراء للوقت"، مشيراً إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي هو الأطول في التاريخ الحديث، وهو يتحول لاستعمار آخر، فهل يؤيد السيد أوباما حقبة جديدة من الاستعمار؟".
ويرى السياسي الأردني البارز أن العرب قدموا لإسرائيل "مقايضة كبرى من خلال المبادرة العربية للسلام التي تقايض الانسحاب من الأرض المحتلة بالأمن والسلام والتطبيع".

الموقف الأميركي
وتابع "لا أتوقع أن تقبل حكومة مكونة من اليمين والقوميين المتعصبين والمتدينين الإسرائيليين هذه المبادرة، ولا أراهن على تغير الموقف الأميركي لصالح العرب".
ويشارك المحلل السياسي لبيب قمحاوي أبو عودة تشاؤمه حيال احتمالات تغير الموقف الأميركي تجاه الضغط على إسرائيل.
وقال للجزيرة نت "إذا كان مؤتمر القمة العربي لم يخرج بشيء عملي ضد الصلف الإسرائيلي، فلا أتوقع أن ينجح العرب في إقناع الرئيس الأميركي بتغيير موقفه وهو الخاضع لابتزاز اللوبي الصهيوني".
واعتبر قمحاوي أن وجود "زخم عربي خلف لقاء الملك عبد الله بأوباما أمر مهم"، لكنه رأى أن عدم رهن الموقف العربي بجداول زمنية لقبول المبادرة العربية يضعف هذا الموقف.
إعلان
وهو يرجح لذلك أن يكون الغياب السوري عن اجتماع عمان سببه طلب سوريا وضع تاريخ زمني لقبول إسرائيل بالمبادرة العربية وسحبها بعده.
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطان للجزيرة نت إن مبررات غياب المعلم "غير مقنعة" لكنه أشار من ناحية ثانية إلى أن لقاء سيجمع وزيري الخارجية الأردني والسوري قريبا ربما يوضح موقف دمشق من التحرك العربي.
وتأتي زيارة ملك الأردن لواشنطن وسط قلق أردني حقيقي حيال عملية السلام وفق الرؤية القائمة على ضرورة قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس إلى جانب إسرائيل.
وساهمت المواقف الأخيرة التي عبر عنها أفيغدور ليبرمان في زيادة المخاوف لدى صناع القرار في عمان مما زاد من حجم الفتور في العلاقات مع تل أبيب.
وتنفي مصادر أردنية أن يكون الأردن تلقى مؤخرا طلبا إسرائيليا برغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زيارة عمان، ردا على أنباء تسربت حول رفض أردني لمثل هذه الزيارة.
المصدر : الجزيرة