تأهب بإسلام آباد بعد تهديدات طالبان

مهيوب خضر-إسلام آباد
رفعت الحكومة الباكستانية مستوى التأهب الأمني في العاصمة إسلام آباد إلى أقصى درجاته مطالبة السكان بالحذر وعدم الفزع، وذلك في مواجهة تهديدات من زعماء حركة طالبان باكستان باستهداف العاصمة والزحف نحوها، وهو ما أربك الحياة المعيشية للسكان.
ووفقا لمستشار وزارة الداخلية رحمن ملك فإن الحكومة عززت منذ أمس الجمعة إجراءاتها الأمنية حول مقرات الحكومة والبعثات الدبلوماسية وحتى المدارس الدولية وغيرها، وذلك تحسبا لإمكانية وقوع هجمات جديدة من قبل مقاتلي حركة طالبان باكستان.
وقد بدت الحركة في شوارع العاصمة إسلام آباد اليوم السبت محدودة مع وجود تراجع واضح في حركة السيارات في الشوارع، فضلا عن عزوف الناس رغم عطلة نهاية الأسبوع عن الخروج إلى المنتزهات العامة والأسواق، واقتصار الأمر على قضاء الحاجات الضرورية، في ظل انتشار نقاط التفتيش ورجال الأمن وما يعكسه ذلك من توجس لدى العامة.

قلق وخوف
ويقول نديم أحمد، وهو طالب في الجامعة الوطنية للغات الحديثة، إنه لم يعد يشعر بالأمان أثناء توجهه إلى الجامعة ولا في خروجه مع أصدقائه، واعتبر في حديث للجزيرة نت أنه "إذا كانت أجهزة الشرطة والأمن بحاجة إلى من يحميها فكيف هو حال المواطن العادي؟".
أما محمد حفيظ الموظف الحكومي فيقول إنه بسبب كثرة نقاط التفتيش في شوارع العاصمة بدأ ينتابه شعور بأنه أصبح في العراق، مضيفا أنه استجابة للأوضاع الأمنية الجديدة لم يعد يصطحب أيا من أفراد أسرته للتسوق العائلي ويفضل الحركة منفردا.
وتأتي هذه المخاوف في وقت هدد فيه الملا حكيم الله محسود الحكومة بتنفيذ عمليات انتحارية بشكل أسبوعي في العاصمة إسلام آباد ما لم توقف الضربات الصاروخية الأميركية، فيما هدد الملا نذير بالزحف نحو العاصمة إذا لم يتحقق نفس الهدف.
وبينما تؤكد الحكومة على لسان رحمن ملك أنها مسيطرة على الوضع الأمني في العاصمة فإن محللين يشككون في ذلك.

طالبان بإسلام آباد
ويرى المحلل طاهر خان أن طالبان باكستان موجودة أصلا في العاصمة إسلام آباد، معتبرا أن طلبة المسجد الأحمر وطلاب المدارس الدينية وغيرهم جزء من طالبان باكستان، مشيرا إلى أنه في الهجوم الأخير على مقر الاستخبارات في العاصمة كان هناك أشخاص يعملون على توجيه الانتحاري نحو مبنى المقر، وهو مؤشر على وجود طالبان داخل العاصمة.
ويضيف خان في حديثه مع الجزيرة نت أن الحكومة انتظرت 18 شهرا حتى قبلت باتفاق سوات، وكانت النتيجة دمارا كبيرا في الممتلكات، وخسائر فادحة في الأرواح بين الطرفين.
وأغلقت السفارة الأميركية والبنك الدولي والعديد من المؤسسات الطوعية الدولية والمدارس أبوابها منذ الجمعة الماضية إلى إشعار آخر بسبب المخاوف الأمنية داخل العاصمة.