منتدى فرنسي ينتقد الموقف الأوروبي من الفلسطينيين

المنصة
أكاديميون ودبلوماسيون اتهموا الاتحاد الأوروبي بمحاباة إسرائيل (الجزيرة نت)
عبد الله بن عالي-باريس
 
انتقد أكاديميون ودبلوماسيون فرنسيون وعرب ما سموه "محاباة" الاتحاد الأوروبي لإسرائيل وامتناعه عن ممارسة أي ضغط عليها لإجبارها على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالنزاع العربي الإسرائيلي، أو على تطبيق الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية، معتبرين أن هذا الموقف ساهم في تقويض مصداقية السلطة الفلسطينية وفي إيصال اليمين الإسرائيلي إلى سدة الحكم.
 
وقال المفكر الفرنسي رجيس دوبراي  -في مداخلة قدمها الثلاثاء في باريس في ختام ندوة حول السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط- إن "الاتحاد الأوروبي أظهر عجزا آثما عن اتخاذ موقف يراعي مقتضيات الحق ويجاري المنطق في هذا النزاع".
 
وأكد المثقف الفرنسي أن "محاباة القادة الأوروبيين للإسرائيليين منعتهم من ممارسة أي ضغط على تل أبيب لدفعها إلى الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة طبقا لقرارات الشرعية الدولية واتفاقيات أوسلو التي وقعت عليها إسرائيل مع منظمة التحرير الفلسطينية".
 
واعتبر دوبراي أن انحسار شعبية السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس عائد لفشلها في الحصول على أي تنازلات تذكر من الجانب الإسرائيلي "سواء تعلق الأمر بتحرير الأرض أو الإفراج عن السجناء السياسيين أو تحسين الوضع الاقتصادي للأهالي".
 

جانب من الحضور (الجزيرة نت)
جانب من الحضور (الجزيرة نت)

قضم الأراضي


وأضاف المفكر الفرنسي أن "مواصلة إسرائيل لسياسة قضم الأراضي الفلسطينية على مرأى ومسمع من العالم وحربها الأخيرة على غزة كان ضربة قوية للسلطة الفلسطينية التي فشل رهانها على التفاوض وأصبح ينظر إليها على أنها هيئة لإدارة الاحتلال".
 
وانتقد دوبراي صمت الاتحاد الأوروبي إزاء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحية الفلسطينية التي شيدت بتمويل أوروبي، منوها إلى أن بناء المدارس والمستشفيات وتقديم الخدمات الأساسية "تعد من صلب مسؤوليات قوة الاحتلال كما ينص على ذلك القانون الدولي".
إعلان
 
من جانبها، اعترفت ممثلة السلطة الفلسطينية لدى الاتحاد الأوروبي ليلى شهيد بأن منظمة التحرير الفلسطينية ربما تكون قد أخطأت حينما عولت على دعم الحكومات الأوروبية في مواجهة إسرائيل، معتبرة أن عجز الاتحاد الأوروبي عن ممارسة أي ضغط سياسي على تل أبيب له أثر كبير فيما آلت إليه الأمور بعد توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في تسعينيات القرن الماضي.
 
ونفت الدبلوماسية الفلسطينية المزاعم الإسرائيلية القائلة بأن تعثر عملية السلام في المنطقة راجع إلى بسط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سيطرتها على قطاع غزة منذ صيف 2007. ونوهت إلى أن "عملية السلام لم تتقدم حينما كانت غزة تحت سيطرة الرئيس الراحل ياسر عرفات وخلفه محمود عباس رغم أنهما لم يكونا متطرفين".
 

"
خضوع الساسة الغربيين للإملاءات الإسرائيلية دفعهم إلى مقاطعة حكومة حماس المنبثقة عن الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في نهاية 2006
"
ليلى شهيد

خضوع الساسة


وأضافت شهيد أن خضوع الساسة الغربيين للإملاءات الإسرائيلية دفعهم إلى مقاطعة حكومة حماس المنبثقة عن الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في نهاية 2006، مؤكدة أن ذلك الموقف ساهم في "توتير الأجواء داخل الساحة السياسية الفلسطينية". وقالت المسؤولة الفلسطينية إن "حكام إسرائيل يراهنون على حرب أهلية بين الفصائل الفلسطينية تؤدي إلى نسف المشروع الوطني الفلسطيني".
 
أما الباحث الفرنسي آلان ديكوف فرأى أن الحرب الإسرائيلية على غزة قلصت بشكل كبير الآمال في الوصول إلى تسوية قريبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وعلل الأكاديمي الفرنسي رأيه بكون العدوان الإسرائيلي ترك "آثارا مؤلمة وعميقة لدى الفلسطينيين"، مشيرا إلى أن وصول اليمين الإسرائيلي إلى سدة الحكم في تل أبيب شكل "ضربة أخرى للعملية السلمية".
 
واستبعد الأكاديمي الفرنسي إمكانية قيام الاتحاد الأوروبي بدور ضاغط على إسرائيل، معتبرا أنه "إذا كان ثمة بريق أمل، في هذا الصدد، فإنه سيأتي من إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما".
إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان