مرور أول شحنة إمدادات أميركية عبر روسيا لأفغانستان

4/3/2009
صرح متحدث باسم السفارة الأميركية في موسكو أن أول شحنة إمدادات غير عسكرية أميركية عبرت روسيا في طريقها إلى أفغانستان بعد أن وافقت موسكو في وقت سابق على مرور هذه الإمدادات لصالح قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) العاملة في أفغانستان من أراضيها عوضا عن الممر التقليدي في باكستان.
وقال المتحدث إن الشحنة دخلت روسيا انطلاقاً من لاتيفيا -العضو في الناتو- وعبرت البلاد في طريقها لأفغانستان، مشيراً إلى أنها تضم بضائع غير عسكرية "مثل معدات البناء" وأنها دخلت روسيا الجمعة الماضية.
وقد أكدت وزارة الخارجية الروسية عبور الشحنة، ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس الروسية عن متحدث باسم الوزارة قوله إن "شحنة البضائع غير العسكرية الأميركية لأفغانستان غادرت الأراضي الروسية ويفترض أنها وصلت كزاخستان".
وكانت روسيا أعلنت -بعد يوم واحد من قرار قرغيزستان إغلاق قاعدة جوية عسكرية أميركية على أراضيها- سماحها بمرور الإمدادات غير العسكرية إلى أفغانستان مما يخفف الضغط على طريق خيبر على الحدود الباكستانية الأفغانية الذي تمر عبره 80% من المؤونة ويتعرض لهجمات مسلحي القبائل.
وأوضح مدير مكتب الجزيرة في موسكو جمال العرضاوي أن الشحنة التي عبرت اليوم بالقطار الأراضي الروسية إلى كزاخستان بانتظار أن تصل إلى أفغانستان عبر أوزبكستان.
إعلان
وكانت الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مبدأي مع كزاخستان حول هذا الموضوع، في حين تدرس استئناف التعاون العسكري مع أوزبكستان التي سبق وأن أغلقت قاعدة أميركية فيها عام 2005 بسبب انتقادات أميركية لسجلها في حقوق الإنسان.

اتفاقيات وعلاقات
وأشار المراسل إلى أن هذه الخطوة ينظر إليها من زاويتين الأولى أنها تنفيذ للاتفاقيات التي تمت بين حلف الناتو وروسيا، كان أولها اتفاقا في أبريل/نيسان 2008، لكنه تعطل بعد الحرب القصيرة التي شنتها موسكو على جورجيا في أغسطس/آب الماضي.
أما الزاوية الثانية فهي أنها بادرة على تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن والناتو والتي عاد الدفء إليها بعد انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي سيلتقي الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في العاصمة البريطانية لندن على هامش قمة العشرين في الثاني من أبريل/نيسان المقبل.
وقبل لقاء ميدفيديف وأوباما فإن الأمين العام لحلف الناتو سيتوجه إلى موسكو بدعوة روسية للاجتماع بالقادة الروس في 26 مارس/آذار الجاري.
وكان مسؤولون أميركيون اشتبهوا في أن قرار قرغيزستان بإغلاق آخر قاعدة جوية أميركية لها في آسيا الوسطى جاء بإيعاز من روسيا بعد تقديمها حزمة مساعدات لقرغيزستان بملياري دولار في محاولة لعرقلة وجود أميركا في المنطقة، إلا أن روسيا نفت هذا الأمر.
ولا يمكن بأي حال أن تعوض الطرق البديلة عن قاعدة ماناس العسكرية الأميركية التي تعد نقطة انطلاق مهمة للحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة على حركة طالبان في أفغانستان وكان يمر عبرها شهريا 15 ألف جندي وخمسمائة طن إمدادات.
المصدر : الجزيرة + رويترز